الجمعة 9 ربيع الثاني 1428هـ الموافق 27 أبريل (نيسان) 2007م

————————————————-

* الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

       الحمدُ للهِ الخلاَّقِ العظيم، الوهابِ الكريم، الرحمنِ الرحيم، التوابِ الحليم، ليس كمثلِه شيءٍ، وهو السميعُ العليم.

       أحمدُه أن خلقني من تراب، ثمَّ أسكنني الأصلاب، ثمَّ إلى الأرحامِ نقلني، وحماني وكلأني، ورعاني فحفظني، وخلقاً سوياً أخرجني، إلى الدنيا ورزقني، وعطَّفَ عليَّ الأمهاتِ والآباء، وأجرى لي على أيديهم النَّعماء، ودفعَ عنِّي الحاجةَ والعناء. وأسألُه أن يجلِّلَني بنعمتِه، ويبقيني في رحمتِه، ويوفقني لعرفانِ جودِه وبرِّه، ومجازاتِه بشكرِه، إنَّه هو الموفِّقُ والهادي إلى سواءِ السبيل.

       وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه وحدَه، نصرَ عبدَه، وأعزَّ جندَه، وأشهدُ أنَّ محمداً (ص) أولُ منْ نبَّأه، ولم يُرسل أحداً بعدَه، الداعي إلى اللهِ على بصيرةٍ موفياً عهدَه، مؤدِّياً الأمانةَ باذلاً جهدَه، حتى أتاه اليقين. فجزاه اللهُ على ذلك أفضلَ جزاءِ الصادقين، وأحلَّه أعلى درجاتِ المكرَّمين. صلَّى اللهُ عليه وعلى وصيِّه عليٍّ أميرِ المؤمنين، وآلِهما صفوةِ الصَّفوةِ من العالمِين.

       أيُّها الإخوةُ المؤمنونَ بربوبيَّةِ اللهِ وحده، الراغبونَ في أنْ تكونوا من عبادِه وجندِه، الطامعونَ في أنْ يزيدَكم ممّا عندَه، فبادرتم عند سماعِ النِّداء، واجتمعتم مستجيبينَ للدُّعاء، تطلبون ما وعدَكم موقنينَ الوفاء، مصدِّقينَ بما أنزله على سيدِ الأنبياء: ((قل ما عندَ اللهِ خيرٌ من اللهوِ ومن التِّجارةِ، واللهُ خيرُ الرازقين))(1)، أوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ، وطاعتِه في ما أمرَ ونهى، ولا يغوينَّكمُ الشَّيطانُ الرَّجيمُ بما غوى، ولا تنخدِعوا بما زيَّنَ لكم من الشهواتِ وإتِّباعِ الهوى. فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واطلبوا رضاه، فقد أغدقَ نِعمَه في الدُّنيا عليكم، وإذا شكرتُموه عليها وأطعتموه أعطاكم في الآخرةِ خيراً من ذلكم، كما أوحى سبحانه في الكتابِ المنزِّلِ عليكم، حيث يقولُ: ((المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدُّنيا، والباقياتُ الصَّالحاتُ خيرٌ عندَ ربِّكَ ثواباً وخيرٌ أملاً))(2)، ويقول جلّ ذكرُه: ((زُيِّنَ للنَّاسِ حبُّ الشهواتِ من النِّساءِ والبنينَ والقناطيرِ المقنطرةِ من الذَّهبِ والفِضَّةِ والخيلِ المسوَّمَةِ والأنعامِ والحرْثِ، ذلك متاعُ الحياةِ الدُّنيا، واللهُ عندَه حُسنُ المآب))(3)، ثمَّ يقولُ منبِّهاً لكم في الآيةِ التَّالية: ((قل أؤُنبِّئُكم بخيرٍ من ذلكم، لِلذينَ اتَّقوا عند ربِّهم جناتٌ تجري من تحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها وأزواجٌ مطهَّرةٌ ورِضوانٌ من اللهِ، واللهُ بصيرٌ بالعباد))(4).

     وتنبَّهوا رحِمَكمُ اللهُ إلى أنَّ ما بينَ أيديكم من النِّعمِ، إذا شكرتُم عليها المنعمَ بها عليكُم، وعمِلتم فيها وفقَ ما وجَّهكم ربُّكم، فيما أنزلَ من شريعتِه إليكم، وما بيَّنه نبيُّكم (ص) وأئمتُكم، والتفتُّم إلى أنَّكم لستم إلا مُستخلَفين فيها من قِبلِ المالكِ الحقِّ الذي أنتم راجعونَ إليه، وهو العالمُ بكلِّ شيءٍ، ولا يخفى عليه شيء، وقد أوجبَ عليكم في ذلكم حقوقاً وواجبات، ولما يجبُ إخراجُ حقِّ المالِ إليه حدّدَه في جهات، بيَّنها سبحانَه فيما أنزلَ من الآياتِ، فقال: ((واعلموا أنَّما غنِمتم من شيءٍ فأنَّ للهِ خُمُسَه وللرَّسولِ ولذي القُربى واليتامى والمساكينِ وابنِ السبيل))(5)، وقال تعالى: ((والذين في أموالِهم حقٌّ معلومٌ، للسائلِ والمحروم))(6)، واعلموا أنَّ الإنفاقَ في الوجوهِ التي حدَّدها اللهُ لا ينقصُ من المال، بل هو تزكيةٌ له وتنميةٌ فيه، كما وردَ في خطبةِ الزَّهراءِ (ع): “والزَّكاةَ تزكيةً للنَّفسِ، ونماءً في الرِّزق”(7). فاتَّقوا اللهَ، وادرءوا عن أنفِسِكم النَّارَ وما قبلَها من العذاب، وادفعوا عن أنفسِكم وأولادِكم وأموالِكم البلاءَ بالصَّدَقة، فقد وردَ في ذلك آياتٌ وأحاديثُ كثيرة، منها قولُه تعالى: ((فلا اقتحمَ العَقبة، وما أدراك ما العقبة، فكُّ رقبة، أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبة، يتيماً ذا مقربة، أو مسكيناً ذا متربة))(8). ولا تستصغِروا ما تملكون عند الإنفاق، فالحديثُ الشريفُ يقولُ: “اتقوا النَّارَ ولو بشقِّ تمرة، واستنزِلوا الرزقَ بالصَّدقة”(9)، والتفتِوا أيُّها الأحبةُ إلى قولِ اللهِ جلَّ وعلا: ((مثلُ الذينَ يُنفقونَ أموالَهم في سبيلِ اللهِ كمثلِ حبَّةٍ أنبتَتْ سبعَ سنابلَ، في كلِّ سُنبلةٍ مائةُ حبَّة، واللهُ يضاعفُ لمن يشاءُ، واللهُ واسعٌ عليم))(10).

       كما أنَّ العملَ والتَّعاونَ مع العامِلينَ في هذا السبيلِ لهم أجرُهم، وثوابُهمُ العظيمُ عندَ اللهِ سبحانَه وتعالى الذي وصفَ نفسَه في كتابِه الكريمِ، فقال: ((أنِّي لا أضيعُ عملَ عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى))(11). ولا شكَّ أنَّ ذلك من الأعمالِ التي يحمدُ فيها التَّعاونُ بين المؤمنين، والتي دعا إليها اللهُ سبحانَه في كتابِه الكريمِ، حيثُ يقولُ: ((وتعانوا على البرِّ والتَّقوى، ولا تعاوَنُوا على الإثمِ والعُدوانِ، واتَّقوا اللهَ، إنَّ اللهَ شديدُ العقاب))(12)، فاستجيبُوا لربِّكم، وأصلِحُوا أعمالَكم، وأخلِصُوا نواياكم لخالقِكم، فإنَّه وكما أنزلَ إليكم في كتابِه المجيدِ، وهو خيرُ ما يَختمُ به الواعظُ الرَّشيد، من القولِ السَّديدِ، أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ، ((بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، والعصرِ، إنَّ الإنسانَ لفي خُسرٍ، إلا الذينَ آمنُوا وعمِلُوا الصَّالِحاتِ وتواصَوا بالحقِّ وتواصَوا بالصَّبر))(13).    

       وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المؤمنينَ والمؤمناتِ، إنَّه هُوَ الغفورُ الرَّحيم.  

الجمعة 9 ربيع الثاني 1428هـ الموافق 27 أبريل (نيسان) 2007م

————————————————-

* الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

            الحمدُ للهِ الذي خلق، خلقَ الإنسانَ من علق، وتفضَّلَ عليه ورزق، وتكرَّم بنعمِه فأغدق.

أحمدُه على صنعِه الحَسَن، وبديعِ خلقِه المتقَن، وما أودعَ فينا من الفِطَن، فكم له فينا من النِّعمِ والمِنَن. جلّتْ آلاؤه، وعظُمَتْ نَعماؤُه، وعزَّت صفاتُه، وكبُرَت أسْماؤُه.

وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، لا شريكَ له في الخلق، ولا مانعَ لما قسمَ من الرِّزق، وأشهدُ أنَّ محمَّداً (ص) عبدُه المجتبى، ورسولُه المصطفى، ورحمتُه في الورى، وحجتُّه على كلِّ مَن سكنَ الثَّرى. صلَّى اللهُ عليه وعلى أخيه وخليفتِه، ومن قدَّمه على الخاطِبين لبَضْعتِه، المنصوبِ بأمرِ ربِّ العالمين، سيِّداً وأميراً للمؤمنين، عليٍّ وآلِهما الطيبينَ الطَّاهرين، ونسألُه أنْ يجعلَنا لهم من التَّابعين، ويُدخلَنا معهمُ الجنَّةَ آمِنين.

أيُّها الإخوةُ المؤمنونَ، اتَّقوا اللهَ في أنفسِكم بحملِها على طاعتِه، وأهليكم بحثِّهم على عبادتِه، وتوجيهِ أولادِكم شكراً له على نعمتِه، وادرءوا عن كلِّ أولئكمُ النَّارَ عملاً بوصيَّتِه، الموجَّهةِ إليكم بلسانِ شفقتِه، حيثُ قالَ سبحانَه: ((يا أيُّها الذينَ آمنوا قُوا أنفسَكم وأهليكم ناراً وقودُها النَّاسُ والحجارةُ، عليها ملائكةٌ غِلاظٌ شِداد))(14)، وربُّوا أبناءَكم وبناتِكم على الإيمانِ بالله، والتقيُّدِ بما جاءَ في كتابِه، وسنَّةِ رسولِه (ص)، وسيرةِ المعصومينَ من آلِه، صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليهم أجمعين. ورسِّخوا ذلك في أذهانِهم صغاراً، ليألفُوها وينتهِجُوها كباراً، واعملوا فيهم بوصيِّةِ إمامِنا زينِ العابدينَ ضمنَ رسالتِه المعروفةِ برسالةِ الحقوق، حيثُ جاءَ فيها: “وأمَّا حقُّ ولدِك أنْ تعلمَ أنَّه منك، ومضافٌ إليك في عاجلِ الدُّنيا بخيرِه وشرِّه، وأنَّك مسئولٌ عمَّا وليتَه من حسنِ الأدب، والدلالةِ على ربِّه عزَّ وجلَّ، والمعونةِ له على طاعتِه، فاعملْ في أمرِه عملَ من يعلمُ أنَّه مثابٌ على الإحسانِ إليه، معاقبٌ على الإساءةِ إليه”(15).

فتأمَّلوا أيُّها الأحبةُ في هذا النصِّ، واعملُوا بواجبِكم، وجِدُّوا في القيَّامِ بدورِكم، ولا تتهاونُوا في مسئوليَّاتِكم، خاصَّةً وأنتم تعيشونَ في زمانٍ ضعُفَ فيه المعروف، ونشطَ فيه المُنكر، وقلَّتْ فيه أدواتُ البناء، وكثُرت فيه أدواتُ الهدم، وظهرَ فيه الفسَاد، وضمُرَ فيه الصَّلاح، وخفَّ صوتُ الإصلاح، فحصِّنُوا أبناءَكم وبناتِكم، وسلِّحوهم بما يعينُهم على عدوِّهم وعدوِّكم، وأرشدِوهم إلى التخيُّرِ والاختيارِ لنَطفِهِم من أحفادِكم، واهدوهم إلى وصيَّةِ نبيِّكم (ص) وقولِه إليكم: “اختاروا لنُطَفِكم فإنَّ الخالَ أحدُ الضَّجيعين”(16)، وقولِه (ص): “ما استفادَ امرؤٌ مسلمٌ فائدةً بعدَ الإسلامِ أفضلُ من زوجةٍ مسلمة، تسُرُّه إذا نظرَ إليها، وتطيعُه إذا أمرَها، وتحفظُه إذا غابَ عنها في نفسِها ومالِه”(17)، والأمرُ كذلك بالنِّسبةِ إلى البناتِ، ففي الحديثِ أنّه جاءَ رجلٌ إلى الإمامِ الحسنِ بنِ عليٍّ (عليهما السلام) يستشيرُه في تزويجِ ابنتِه، فقال (ع): “زوِّجها من رجلٍ تقيٍّ، فإنَّه إنْ أحبَّها أكرمَها، وإنْ أبغضَها لمْ يظلِمْها”(18)، وجاءَ أيضاً عن النبيِّ الأعظمِ (ص) أنَّه قال: “من زوَّجَ كريمتَه من فاسقٍ، نزلَ عليه كلُّ يومٍ ألفُ لعنة”(19).

فاتَّقوا اللهَ وفَّقكمُ الله، واحفظوا هذه الأمانات، المتمثِّلةِ في البنينِ والبنات، فإنَّها الوديعةُ المسترعاة، من خالقِ الأرضِ والسماوات، وإنَّه سائِلُكم عنها يومَ تُرجَعون إليه، ومحاسِبُكم عليها يومَ تَفِدون عليه. وإنني لأشكرُ اللهَ سبحانه على ما وفّقنا إليه في الليلةِ الماضية من زفافِ مجموعةٍ من شبابِنا الصالحين، في أوّلِ حفلٍ جماعيٍّ في المنطقةِ، فله الحمدُ على ذلك، كما وأسألُه أن يبارَكَ لهم زواجَهم، ويرزقَهم الذريَّةَ الصَّالحةَ، ويقرَّ بذلك أعينَهم، وأنْ يضاعفَ الأجرَ والثوابَ لجميعِ الذين ساهموا في إنجاحِ هذا الحفلِ بأموالِهم، والذين بذلوا جهدَهم متوسِّلاً ومستشفِعاً لديْه، بالذين تُقبلُ التوبةُ والعملُ الصّالحُ بهم، وتُغفرُ الذُّنوبُ لمحبِّهم، ولا يُسلكُ إلى رضا اللهِ سبحانه إلا بدربِهم، فمن شاءَ أنْ تُفتحَ له طريقُ رضا ربِّ العالمين، وبابُ رحمتِه على المؤمنين، فليُكثِرْ من الصَّلاةِ والسلامِ، على سادةِ الأنام، محمّدٍ وعليٍّ وآلِهما أمناءِ الملكِ العلاّم.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدِ الخلق، وأفضلِ من دعا إلى الحق، المحمودِ الأحمد، أبي القاسمِ المصطفى محمَّد.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدِ الأوصياء، وأفضلِ الأولياء، إمامِ الأتقياء، حامي حِمى الدِّين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ أميرِ المؤمنين.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المعصومةِ البتول، قرَّةِ عينِ الرَّسول، سيدةِ جميعِ النِّساء، أمِّ الحسنينِ فاطمةَ الزَّهراء.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سبطي المصطفى، وشِبلي البتولِ والمرتضى، سيديْ شبابِ أهلِ الجنَّةِ أجمعين، الإماميْنِ الفاضِليْنِ، أبي محمَّدٍ الحسنِ وأخيه أبي عبدِ اللهِ الشهيدِ الحسين.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على موضِحِ الحقوقِ للمؤمنين، قدوةِ العابدينَ والمتهجِّدِين، الإمامِ بالنصِّ أبي محمِّدٍ عليِّ بنِ الحسين.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على النورِ الزَّاهر، والعلمِ الظَّاهِر، باقرِ علومِ الأوائلِ والأواخِر، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ محمدٍ الباقر.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نورِك المسفر، ووليِّك المطهَّر، مظهرِ علومِ الدينِ الأغر، الإمامِ بالنصِّ أبي عبدِ اللهِ الصَّادقِ جعفر.

 اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حليفِ العبادةِ والمناجَاة، والنُّورِ المغيَّبِ في سجونِ الطُّغاة، الملقاةِ جنازتُه مقيَّدةً بين العالم، بأمرِ عدوِّه الظالِم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيِّدِ التَّقِي، المبعدِ المقصِي، عن جوارِ جدِّه النَّبِي، شفيعِ زائرِه الولي، الإمامِ بالنصِّ أبي الحسنِ الثَّانِي علي.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نورِك الوقَّاد، المؤيَّدِ بالسَّداد، قدوةِ المتَّقينَ الأمجاد، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ الثَّاني محمَّدٍ الجواد.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على هداك ونورِك البادي، على أهلِ الحضرِ والبوادِي، الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ عليٍّ الهادي.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على وليِّك الأغر، الإمامِ الحادي عشر، حافظِ السُّنَّةِ والسِّور، الإمامِ بالنصِّ الحسنِ بنِ عليٍّ والدِ المنتظَر.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على آخِرِ الأوصِياء، وخاتَمِ الأولياء، قائدِ المؤمنين، في حكومةِ الدِّين، إمامِ الأنسِ والجان، حجَّتِك المهديِّ صاحبِ الزَّمان.

اللهمَّ عجِّل له ما وعدته من النَّصر، وظهورِ الحقِّ على يديْه، واقرَّ عينَ نبيِّك وأوليائِك فيه، واجعلْنا من أنصارِه ومساعدِيه، وارزقنا الشهادةَ في مقاومةِ معاندِيه، يا خيرَ المسئولينَ، وارحمنا برحمتِك يا أرحمَ الرَّاحِمين.

ألا وإنَّ خيرَ ما يُنهِي به الكرام، ويُختَمُ به خطابُ دعاةِ الإسلام، قولُ اللهِ ذي الجلالِ والإكرام، أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرجيم، ((بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى، وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي، يعظُكم لعلَّكم تذكَّرون))(20).

وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المؤمنينَ والمؤمناتِ، إنَّه قريبٌ مجيبُ الدَّعوات.

___________________________________________________

* الهوامش:

(1) سورة الجمعة/ الآية 11.

(2) سورة الكهف/ الآية 46.

(3) سورة آل عمران/ الآية 14.

(4) سورة آل عمران/ الآية 15.

(5) سورة الأنفال/ الآية 41.

(6) سورة المعارج/ الآية 24-25.

(7) الاحتجاج للطبرسي/ ج1/ خطبة الزهراء (ع) ص131.

(8) سورة البلد/ الآية 11-16.

(9) وسائل الشيعة للحرِّ العاملي/ ج9/ ص380.

(10) سورة البقرة/ الآية261.

(11) سورة آل عمران/ الآية 195.

(12) سورة المائدة/ الآية 2.

(13) سورة العصر كاملة.

(14) سورة التحريم/ الآية 6.

(15) رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع).

(16) الكافي للكليني/ ج5/ ص332.

(17) الكافي للكليني/ ج5/ ص327.

(18) مكارم الأخلاق للطبرسي/ ص204.

(19) مستدرك الوسائل للميرزا النوري/ ج14 / ص192.

(20) سورة النحل/ الآية 90.

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *