الجمعة 24 ربيع الأول 1428هـ الموافق 13 أبريل (نيسان) 2007م
————————————————-
* الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، الرحمنِ الرحيم، ذي المنِّ العظيم، والتوابِ الكريم، مكوّنِ الأكوان، منزّلِ القرآن، إلى الإنسِ والجان، بالهدايةِ والبيان، إلى أحكامِه ومواعظِه الحِسان.
أحمدُه على جزيلِ نعمتِه، وعلى واسعِ رحمتِه، كما أخبر خيرُ بريتِه، في دستورِ شريعتِه، حيثُ يقول: ((ورحمتي وسعتْ كلَّ شيء))(1)، وقال: ((نبِّئ عبادي أنّي أنا الغفورُ الرحيم))(2).
وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له. وأشهدُ أنَّ محمداً (ص) عبدُه ورسولُه، أرسلَه رحمةً لخلقِه أجمعين، كما قال في كتابِه المبين: ((وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين))(3)، صلَّى اللهُ عليه وعلى أخيه سيدِ الوصيين، عليٍّ أميرِ المؤمنين، وآلِهما الطيبينَ الطاهرين. ونسألُه أنْ يجعلَنا بهم من المرحومين، في حياتِنا الدنيا، وفي يومِ الدين، اليومِ الذي لا يملكُ فيه أمراً ولا نفعاً إلاّ ربُّ العالمين، كما قال وهو أصدقُ القائلين: ((يوم لا تملكُ نفسٌ لنفسٍ شيئاً، والأمر يومئذٍ لله))(4).
أيُّها الإخوةُ المؤمنونَ أوصيكم، ونفسي قبلكم بتقوى الله، والالتزامِ بشريعتِه، والتمسكِ بحبلِه الممدودِ إليكم برحمتِه، محمدٍ والطيبينَ الطاهرينَ من ذريتِه، صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم أجمعين. فاستدِرّوا عطفَه بتواصلِكم، واطلبوا رحمتَه بتراحمِكم، فإنَّه وكما وردَ عن المصطفى (ص): “ارحموا من في الأرضِ يرحمكم من في السماء”(5)، وجاء عنه أيضاً: “من لم يرحم لا يُرحم”(6).
فأكثروا أيُّها المؤمنونَ من شكرِ اللهِ قولاً وعملاً على نعمِه، ليزيدَكم من عطائِه وقسمِه، ولا تعرِّضوا أنفسَكم بالجحودِ لسخطِه ونقمِة، فهو القائلُ في كتابِه المجيد: ((لئن شكرتم لأزيدنَّكم، ولئن كفرتُم إن عذابي لشديد))(7).
واعلموا رحمكمُ اللهُ وإيّايَ أنَّ مِن رحمةِ اللهِ سبحانه وتعالى علينا في الدنيا: سترَه على من استتر منّا، بل وأمر عبادَه بالسترِ على من لم يتجاهرْ بالمعاصي، إلاّ في حالاتٍ محدودة، ومواقفَ معدودة، كالتزكيةِ للشاهد، وعند السؤالِ عنِ الخاطب، وغيرها مما يُطلبُ في مضانِّه من الكتبِ المعتمدة.
وفي غيرِ تلك الحالاتِ يجبُ التوقف، وإلاّ فهي الغيبةُ التي عُدَّت شرعاً من الكبائر، وقد ورد فيها عن النبي (ص) فيوصيّته لأبي ذر (رض): “يا أبا ذر إيّاك والغيبة، فإنّ الغيبةَ أشدُّ من الزنا”(8)، ثمَّ يبين (ص) علةَ ذلك فيقولُ: “لأنّ الرجل يزني فيتوبُ إلى الله فيتوبُ اللهُ عليه، والغيبة لا تُغفرُ حتى يغفرَها صاحبُها”(9). ويؤيِّدُ ذلك ما روي عنهم (ع) أنَّ المغتابَ إذا تاب كان آخرَ من يدخلُ الجنّةَ، وإذا لم يتبْ كان أولَ من يدخلُ النارَ.
والغيبةُ كما تعلمونَ وتشاهدونَ قد ألِفها الكثيرونَ منّا، واستصغرَها معظمُنا، وأصبحت معتادةً في سلوكِنا، حتى جَهِل حدودَها وحكمَها جُلُّنا، ووُجِد خلطٌ بينها وبين البهتانِ عند أكثرِنا. غيرَ أنَّ نبيَّ الرحمةِ (ص) قد بيَّنها في جوابِه على سؤالِ سائلٍ حين سأله عنها، فقال (ص): “أنْ تذكرَ أخاك بما يكره، فإن كان فيه فقد اغتبته، وإن لم يكنْ فيه فقد بهتّه”(10).
فتنبَّهوا أيُّها الأحبةُ، وتأمَّلوا ما وردَ في هذه النصوص، وتدبَّروا كتابَ اللهِ الذي تقرءون، وإذا تلي على مسامعِكم وأنتم تستمعون، فهو يبينُ لكم حكماً، أو يضرِبُ لكم مثلاً فعوه. وهاهو يخاطبُكم مبيِّناً ومحذِّراً فاعقلوه: ((ولا تجسَّسُوا، ولا يغتبْ بعضُكم بعضاً، أيحبُّ أحدُكم أنْ يأكلَ لحمَ أخيه ميْتاً فكرِهتُمُوه))(11).
فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، ولا تُبَاعِدوا بينَكم وبينَ رحمةِ اللهِ بالتعرضِ لظلمِ خلقِه، فإنَّه ذنبٌ لا يغفرُه، ولا تنالُ مرتكبَه رحمتُه. وإذا بُلِيتم بمثلِ ذلك فتحلَّلُوا منهم في دارِ الدنيا، وإنْ لمْ تتمكَّنوا من ذلك، فاستغفروا اللهَ لذنبِكمُ المتمثلِ في مخالفةِ حكمِه، واستغفروه لهم، وقدِّموا لهم هديةً من ثوابِ عملٍ صالح، فإنَّه ممّا يرجى أثرُه الطيب، ويُتوسلُ به لعفوِهم عنكم، ولتفتحوا به طريقاً إلى رحمةِ اللهِ لتصلَ إليكم.
أيُّها الأحبةُ في الله. ولا تقنطوا من رحمةِ اللهِ مهما كبُرت خطاياكم، ولا تيأسُوا من عفوِه مهما عظُمت ذنوبُكم، ولا يخدعْكم الشيطانُ الرجيمُ فإنَّه عدوُّكم، يوسوسُ لنفوسِكم ويغريها بالمعصية، ثمَّ يعظِّمُها إليكم، ويستثمرُ ما تكِنُّونَه من التعظيمِ لربِّكم، ويغويكم عن التوبةِ ويضلُّكم، ويُقنِطُكم من رحمةِ اللهِ ويُيْئِسُكم، ويلقي في روعِكم أنَّه لا فائدةَ من الاستغفار، وأنَّ توبتَكم لن تمحوَ ذنوبَكمُ الكبار، ولا يزالُ بكم حتى يوقعَكم فيما وقع فيه من الاستكبار، فتستحقونَ ما استحقَّه من غضبِ الجبَّار، وتكونوا معه ومثلَه مخلدينَ في النار. فدعوه وأعوانَه وجنودَه من الجنِّ والإنس، وأقبِلوا على رحمةِ ربِّكم، واستمعوا إلى قولِه فيما أنزلَ عليكم، حيثُ يقول: ((قل يا عباديَ الذينَ أسرفوا على أنفسِهم لا تقنطوا من رحمةِ الله، إنَّ اللهَ يغفرُ الذنوبَ جميعاً، إنَّه هو الغفورُ الرحيم))(12). فاستغفروه يغفرْ لكم، وتوبوا إليه يعفُ عنكم، وأقلِعوا عن معاصِيه يكفِّرْها لكم، وأكثِروا من العملِ الصالحِ يُبَدِّلُ بالحسناتِ سيئاتِكم، كما يقولُ في كتابِه المنزلِ على محمدٍ (ص): ((وإنِّي لغفارٌ لمن تاب وآمن وعمِل صالحاً ثمَّ اهتدى))(13)، ويقول جلَّ وعلا: (( ألا من تاب وآمن وعمِل صالحاً فأولئك يبدِّلُ اللهُ سيئاتِهم حسنات، وكان اللهُ غفوراً رحيماً))(14). فتوبوا إلى ربِّكم واستغفروه، واذكروا فضلَه عليكم واشكروه، واعرفوا قدرَه ووقِّرُوه. إنَّ خيرَ تعريفٍ له ما عرَّفَ به نفسَه، وبيَّنه في كتابِه المصون، وهو خيرُ ما يَبدأ ويختمُ به المتكلِّمون. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ ((بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرحيم، قلْ هُو اللهُ أحد، اللهُ الصمد، لمْ يلدْ ولمْ يولد، ولمْ يكنْ له كُفواً أحد))(15).
وأستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمؤمنينَ والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم، فكبِّروه واحمدوه.
الجمعة 24 ربيع الأول 1428هـ الموافق 13 أبريل (نيسان) 2007م
————————————————-
* الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ سابغِ النعم، ذي الجودِ والكرم، خالقِ الوجودِ من العدم، مسلِّطِ النورِ على الظلم، كاشفِ الكربِ، ودافعِ النقم، ليس لقدرتِه حد، ولا لوجودِه عدم.
أحمدُه على جميلِ البلاء، وما قدَّمَ من النعماء، وما أجزلَ من العطاء. وأشكرُه على ما وفَّقَ إليه من الشكرِ على نعمِه، والصبرِ على بلائِه، وأسألُه أن يديمَ علينا فضلَه في كلِّ ذلك، ويهدينا إلى ما رضيَه لنا من المسالِك، وأستعينُه على عدوٍّ أراد لنا المهالك، ونفوسٍ أغراها شيطانُها بالتهافتِ والتهالك، على نعيمِ دنياً ليس فيها إلاّ الزائلُ الهالك.
وأشهدُ أنْ لا إله إلاّ اللهُ الحيُّ القيوم الدائم، وأشهدُ أنَّ محمداً (ص) أعظمُ ما أوجدَ من العوالم، وأوّلُ من عبده وبقى على طاعتِه ملازم، ونبّأه ربُّه قبل أن يهبَ الوجودَ لآدم. ثمَّ أرسله خاتِماً به النبيين، متمماً بشريعتِه ما أنزلَ من الدين، وشرَّفه بتسويدِه على المرسلين، فأدّى ما ائتُمِن عليه من مرسلِه، وبلّغَ ما أنزل عليه إلى أمّتِه، ودعى إلى سبيلِ ربِّه بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ حتى أتاه اليقين، فأوردَه ربُّه أفضلَ درجاتِ المكرَّمين، وأعلى منازلِ المقرَّبين. صلّى الله عليه وعلى وصيِّه عليٍّ أميرِ المؤمنين، وآلِهما الطيبينَ الطاهرين، صلاةً نستنزل بها الرحمةَ في الدنيا، وفي يوم الدين، يوم يقومُ الناسُ لربِّ العالمين.
أيُّها الآباءُ المجرِّبون، والإخوةُ المؤمنون، والأبناء الطيِّبون، اتّقوا اللهَ كيفما تقدرون، وأطيعوه بما تتمكّنون، وتقرَّبوا إليه بما تستطيعون، واحفظوا دينَه فيكم، واعملوا بنظامِه المنزلِ عليكم، فإنّه نظامُ العدلِ والمساواة، والذي لا تُسعدُ إلاّ بتطبيقِه الحياة، ولا جورَ فيه للولاة، وينهى أن يستعليَ على الرعيَّةِ الرعاة.
واعلموا رحمكم الله أنَّ ربَّكم سبحانه ما أنزلَ الدينَ عليكم، وأكملَ تشريعاتِه إليكم، وكلَّفَ أفضلَ خلقِه بتفصيلِه فيكم، وأتمَّ ما أسبغَ من نعمتِه، إلاّ بدافعِ حنانِه ورحمتِه، وما اتّصفَ به من كمالِه وعظمتِه. كما يقولُ سبحانه في كتابِه: ((فقد جاءَكم بيِّنةٌ من ربِّكم وهدىً ورحمة))(16)، ويقول: ((ولقد جئناهم بكتابٍ فصلناه على علم، هدىً ورحمةً لقومٍ يؤمنون))(17).
فوحِّدوه في قلوبِكمُ اعتِقادا، وفي سلوكِكم عبادةً وانقيادا، وربّوا على ذلك من استُخلِفتم عليهم عوائلَ وأولادا، واتّقوا ربَّكمُ الذي إليه ترجعون أفرادا، واتّقوا ناراً منحها ربُّها لهباً واتِّقادا، وقد أرشدكم في كتابِه حيثُ قال: ((يا أيُّها الذين آمنوا قوا أنفسَكم وأهليكم ناراً وقودُها الناسُ والحجارةُ عليها ملائكةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يعصونَ اللهَ ما أمرَهم ويفعلونَ ما يؤمرون))(18).
فاطلبوا رحمتَه التي وسِعتكم في الحياة، فستجدونَها أشملَ وأوسعَ بعد الممات، كما ورد فيها من السادةِ الهداة، عليهِم أزكى التسليمِ وأفضلُ الصلوات. أنَّه تتجلَّى لله رحمةٌ يومَ القيامة، لا يبقى أحدٌ في المحشرِ إلاّ يتمنّاها ويطمعُ فيها، حتى إبليس.
فيا أيُّها المؤمنونَ لا يشغلْكم شاغلٌ عن طلبِ ما عند الله، ولا يُعِقْكمُ الكسلُ عن السعيِ إلى تحصيلِ مغفرتِه، ولا يغرّنكمُ الغرورُ بطولِ الأمل، فتخسروا ما أعدَّ اللهُ تعالى من جنَّتِه، التي جعلَها داراً لأهلِ طاعتِه، ومقراً للمشمولينَ برحمتِه، فهو رغمَ غناه عنكم، وعدمِ احتياجِه إلى عبادتِكم، يدعوكم بلسانِ رحمتِه، فيقولُ في خيرِ كتابٍ أنزلَ عليكم: ((سابِقوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنةٍ عرضُها السماواتُ والأرضُ أعِدَّت للمتَّقين))(19).
فاتَقوا اللهَ عبادَ الله، ولبُّوا نداءَه، واستجيبوا لدعوتِه، وأمِّلوا خيراً في رحمتِه، وتوسَّلوا إليه، بسيِّدِ أوليائِه، وخاتمِ رسلِه وأنبيائِه، وادعوه خاشِعين، وابتهِلوا إليه ضارِعين، وابدءوا دعاءَكم واختموه، بالصلاةِ والسلامِ على سادةِ الأنامِ، محمدٍ وآلِه الأمناءِ الأعلام.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على من أوطأتَه بساطَك الشريفَ بنعلِه، تكريماً له وإبرازاً لفضلِه، رسولِك المفضَّل، ونورِكَ المتوقِّد، سيدِ الخلقِ أجمعينَ أبي القاسمِ محمَّد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على وصيِّ المختار، أسدِك وأسدِ رسولِك المغوار، أميرِ المؤمنينَ بالنصِّ عليٍّ الكرار.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على بضعةِ نبيِّ الرحمة، وسيِّدةِ النساءِ من حوّاءَ إلى نهايةِ الأمّة، المعصومةِ النوراء، أمِّ الحسنينِ فاطمةَ الزهراء.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على البدريْنِ النيريْن، حبيبيْ سيِّدِ الثقليْن، المظلوميْنِ الشهيديْن، سيديْ شبابِ أهلِ الجنَّةِ أجمعين، الإماميْنِ بالنصِّ من سيِّدِ المرسلين، أبي محمَّدٍ الحسنِ وأخيه أبي عبد الله الشهيدِ الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على زينِ العابِدين، وسيِّدِ الساجدين، وقدوةِ العارفين، الإمامِ بالنصِّ عليِّ بنِ الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على باقرِ العلم، وسيِّدِ الحلم، نورِك الزاهر، الإمامِ بالنصِّ الظاهر، أبي جعفرٍ الأولِ محمدٍ الباقر.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على معلِّمِ الكبار، وأستاذِ الأخيار، وصادقِ الإخبار، فجرِ العلومِ والحقائق، الإمامِ بالنصِّ أبي عبدِ اللهِ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مستودعِ العلم، وكنزِ التقى، والحلم، مرجعِ الأتقياء الأعاظم، الإمامِ بالنصِّ أبي الحسنِ الأولِ موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ضامنِ الجنَّةِ لزائريه، وكاشفِ الكربِ عن قاصديه، المغرَّبِ عن دارِ جدِّه وأبيه، الإمامِ بالنصِّ المرتضى، أبي الحسنِ الثاني عليٍّ الرضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على من ألهمتَه العلمَ والسداد، ونصَّبتَه على صغرِ سنِّه إماماً للعباد، وهادياً للرشاد، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ الثاني محمدٍ الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجَّتِك الغرّاء، حبيسيْ سامراء، السيِّديْنِ التقييْن، والفاضليْنِ النَّقييْن، الإماميْنِ بالنصِّ الجليِّ أبي محمدٍ عليٍّ الهادي، وابنِه أبي محمّدٍ الحسنِ العسكريّ.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سليلِ الأولياء، المرتجى لقيادةِ الصُلحاء، الطالبِ بثاراتِ الشهداء، المؤيَّدِ منك بالنصرِ والظفر، الإمامِ بالنصِّ أبي القاسمِ المهديِّ المنتظر.
اللهمَّ قرّب لنا ظهورَه، وأرِنا طلعتَه ونورَه، وأظهِر به الدين، وانصره على أعدائِك الظالمين، واكتبنا من شيعتِه المخلصين، وتحت رايتِه من المجاهدين، وبين يديْه من المستشهدين، بمحمّدٍ وآلِه الطاهرين، يا ربَّ العالمين.
ألا وأنّ خيرَ افتتاح وختام، لما يلقيه خطيبٌ من الكلام، على ذوي العقول والإسلام، كلامُ الملكِ العلاّم، أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم، ((بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي، يعظكم لعلَّكم تذكّرون))(20).
أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمؤمنينَ والمؤمنات، إنه غفورٌ رحيم، وتوابٌ كريم.
* الهوامش:
(1) سورة الأعراف/ الآية 156.
(2) سورة الحجر/ الآية 49.
(3) سورة الأنبياء/ 107.
(4) سورة الانفطار/ الآية 19.
(5) الرسالة السعدية للعلامة الحلي/ ص143.
(6) كنز العمال للمتقي الهندي/ ج3/ ص163.
(7) سورة إبراهيم/ الآية 14.
(8) وسائل الشيعة/ ج17/ ص281.
(9) وسائل الشيعة/ ج17/ ص281.
(10) تفسير جوامع الجامع للشيخ الطبرسي/ ج3/ ص407.
(11) سورة الحجرات/ الآية 49.
(12) سورة الزمر/ الآية 59.
(13) سورة طه/ الآية 38.
(14) سورة الفرقان/ الآية 70.
(15) سورة التوحيد كاملة.
(16) سورة الأنعام/ الآية 157.
(17) سورة الأعراف/ الآية 52.
(18) سورة التحريم/ الآية 6.
(19) سورة الحديد/ الآية 21.
(20) سورة النحل/ الآية 90.