خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ منصور حمادة في جامع جدحفص
الجمعة 17 ربيع الأول 1428هـ الموافق 6 أبريل (نيسان) 2007م
————————————————-
* الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ لا ربَّ سواه، ولا وجودَ لولاه، هادي من استهداه، وكالئِ من استكلاه، وكافي من استكفاه، مجزلِ العطاءِ لمن استعطاه، ولم يحرمْ من جحدَه وقلاه، حناناً منه وكرماً على كلِّ من سوّاه.
أحمدُ له نعمَه، معَ كلِّ مرحومٍ رحمَه، مستدفِعاً نقمَه، مستنزِلاً كرمَه، راغباً في المزيدِ، خائفاً في العبيد، من إله مجيد، يفعلُ ما يريد، ويمنعُ ما يريد، من غيرِ جهدٍ جهيد، كما قال في كتابِه الحميد: ((بديعُ السماواتِ والأرضِ، وإذا قضى أمراً، فإنّما يقولُ له كنْ فيكون))(1).
وأشهدُ أن لا إله إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً (ص) عبدُه ورسولُه الأمين، ورحمتُه الكبرى في العالمين، صلّى اللهُ عليه وعلى وصيِّه المنصوبِ بالنصِّ المبين، المأخوذةِ بيعتُه من جميعِ المسلمين، فبايعه المؤمنونَ راضين، وبايعه المنافقونَ كارهين، وصياً لسيِّدِ المرسلين، وأميراً للمؤمنين. صلّى اللهُ عليهما وآلِهما الطيبينَ الطاهرين. وأسألُه أنْ يجعلني وإيّاكم ممن هُدِيَ إلى مراضِيه، وجُنِّبَ الوقوعَ في معاصِيه. إنّه سميعُ الدعاءِ مِن داعِيه، وهادي من طرقَ بابَه ليناجيه.
أيُّها الإخوةُ المؤمنونَ بالله، والأخلاّءُ المجتمعونَ في بيتٍ من بيوتِ الله، المستجيبونَ لندائِه بتأديةِ الصلاة. أوصيكم بما جاءَ به الأنبياءُ والمرسلون، ونادى به الصدِّيقونَ والصالحون، وتواصى به المؤمنونَ المخلصون، ألا وهو التَّقوى التي بها تفلِحون، في اليومِ الذي فيه تُرجَعون، إلى ربِّكم إذْ تُحشرون، ولا ينفعُكم فيه مالٌ ولا بنون، إلاّ من أتى اللهَ بقلبٍ سليم، وسلكَ الطريقَ القويم، واتَّقى الربَّ العظيم، كما أوضحَ ربُّ العالمين، في كتابِه النورِ المبين، بقولِه وهو أصدقُ القائِلين: ((تلكَ الدارُ الأخرةُ نجعلُها للذينَ لا يريدون عُلُواً في الأرضِ ولا فساداً، والعاقبةُ للمتَّقين))(2). فلا تستكبروا عن عبادةِ ربِّ العالمين، ولا تتعالَوا على المخلوقين، ولا تكونوا من المفسِدين.
فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، واحمدوه أنْ عرَّفكم نفسَه، ولولا ذلك لكنتم من الضالين، واذكروا آلاءَه عليكم إذْ أنزلَ لكم خيرَ دين، فكنتم به خيرَ أمَّةٍ في العالمين، واشكروه أنْ جعلَكم منْ أمَّةِ سيِّدِ خلقِه أجمعين، وعرَّفكم مكانةَ عترتِه الهداةِ الميامين، ثبَّتنا اللهُ جميعاً على ولايتِهم، والبراءَةِ من أعدائِهمُ الظالمين، من الأوّلينَ والآخرين.
يا إخوةَ الإيمان، إنَّ اللهَ سبحانَه وتعالى قد جمعَ لكم في يومِكم هذا بينَ عيديْنِ سعيدَيْن، مضافاً إلى كونِه يومَ الجمعةِ الذي دعاكم فيه للغسلِ وأخذِ الزينة، وتعطيلِ الأعمال، والسعيِ إلى ذكرِ ذي العزّةِ والجلال، في صلاةٍ جامعةٍ أوجبَ فيها إنشاءَ خطبتين، يلقيها الإمامُ قائماً في المجتمِعين، وأوجبَ الإنصاتَ والاستماعَ على المأمومين، وألزمَ فيهما بأمور بيَّنها الفقهاءُ للسَّالكين، فكونوا عبادَ اللهِ عليها محافظِين.
أمّا العيدُ الأولُ لذوي العقولِ المبصرين، فهو ذكرى ولادةِ سيدِ المرسلين، الذي يمثلُ وجودُه في الأرضِ رحمةً بكلِّ العالمين، المؤمنينَ والكافرين، فلا ينزلُ عليهم بجوارِه غضبٌ ولا يعذبون، كما أوضحَ ربُّكم في كتابِه الذي تقرؤون: ((وما كان اللهُ ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان اللهُ معذبَّهم وهم يستغفرون))(3). واعلموا أنَّ يومَ ولادتِه (ص) يومٌ عظيم، وقد وقعَ فيه أمرٌ جسيم، ومُنع فيه الشيطانُ الرجيم، وزمرُه والأتباع، من العلوِّ إلى السماءِ والاستماع، حيثُ كانوا قبل ذلك يصعدون، ويقتربونَ ويستمعون، ثم يبدعونَ ويحرفون، ويغوونَ أهلَ الأرضِ ويُضِلون. ولمّا ولدَ المصطفى (ص) ما عادوا قادرين، على الدنوِّ من السماءِ إذ صاروا ممنوعين، فأصبحوا جاهلينَ بما يدورُ بين الملائكةِ المكرمين، كما أوضحَ ربُّكمُ العظيم، في كتابِه الكريم، حيث يقولُ في سورةِ الجنِّ على لسانِهم، مسجِّلاً إقرارَهم بعجزِهم: ((وأنّا لمسنا السماءَ الدنيا فوجدناها مُلئت حرساً شديداً وشهباً، وأنّا كنّا نقعدُ منها مقاعدَ للسمعِ، فمن يستمع الآنَ يجد له شهاباً رصداً، وأنّا لا ندري أشرٌّ أريدَ بمن في الأرضِ أم أرادَ بهم ربُّهم رشداً))(4)، فحريٌّ بكم أيُّها المؤمنون، أن تظهِروا في هذا اليومِ فرحتَكم، وتلبسوا وعوائلَكم زينتَكم، وتعيشوا البهجةَ والسرور، وتزيِّنُوا الشوارعَ والدُّور، وتتبادلوا التهاني والتبريكات، فهي مناسبةٌ ليس مثلُها في المناسبات.
ولا تكونوا مثلَ أولئكَ الجاحدين، الذين يدّعونَ أنَّهم من المسلمين، وتراهم عن هذه المناسبةِ وأمثالِها معرضين، بل يعدُّون من أحياها من المبدعين، ويكنُّونَ الموحدينَ بالمشركين، ولا يدركونَ أنَّهم خرجوا بذلكَ عن الدين، وانحرفوا عن سيرةِ العقلاءِ من الآدميين.
وتنبهوا أيُّها الموحدون إلى أنَّ إحياءَ ذكرى ولادةِ سيدِ الأنام، إنَّما يذكِّرُكم بمواقفِه في الدعوةِ إلى الإسلام، ومقاومتِه الباسلةِ للأوثانِ والأصنام، وما تحمَّلَه من الجهدِ والتعبِ في طاعةِ الملكِ العلام، لتقتدوا به فيما تعيشونَه هذه الأيام، من تعاونِ الكفرةِ وأعوانِهمُ اللئام، وشنِّ حملةٍ شرسةٍ على الدين، والمطالبةِ بتعطيلِ أحكامِه في المسلمين، وإبدالِها بما يشرِّعُ الجاهلون. واللهُ جلَّ وعلا يقول: ((أفحكمَ الجاهليةِ يبغون، ومن أحسنُ من الله حكماً لقومٍ يوقنون))(5).
فاتقوا اللهَ عبادَ الله ، ووحِّدوه قلباً وقالباً، وانتهجوا ما أنزلَ عليكم قولاً وعملاً، فإن خيرَ الدينِ دينُ الله، وأفضلَ الكلامِ كلامُ الله، أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم، ((بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، قلْ هو اللهُ أحد، اللهُ الصمدُ، لمْ يلدْ ولم يولدْ، ولمْ يكنْ له كفواً أحد))(6). وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المؤمنينَ والمؤمناتِ، إنَّه هو الغفورُ الرحيم، فكبِّروه على ما هداكم، واحمدوه على ما أعطاكم.
الجمعة 17 ربيع الأول 1428هـ الموافق 6 أبريل (نيسان) 2007م
————————————————-
* الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ على نعمِه التي لا تُحصى، وأفضالِه التي لا تُستقصى، وآلائِه التي لا تجازى. أحمدُه، والحمدُ حقُّه، غيرَ قادرٍ عليه كما يستحقِّه، بل إنَّه لا يقدرُ عليه خلقُه، وهو عالمٌ بعجزِنا، ومدركٌ لضعفِنا، فلم يكلِّفْنا بما يتجاوزُ قدرتَنا، ولا ما يفوقُ استطاعتَنا، كما قال سبحانَه: ((لا يكلفُ اللهُ نفساً إلا وسعها))(7)، وقال: ((لا يكلفُ اللهُ نفساً إلا ما آتاها))(8)، فاستحقَّ على ذلك المزيدَ من شكرِنا، والمتجددَ من ثنائِنا.
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً (ص) عبدُه ورسولُه، أرسلَه بين يدي الساعةِ بشيراً ونذيراً، فبلَّغ ما أنزِلَ إليه موَضِّحاً ومُشِيراً، فلمْ يجدْ منه مرسِلُه تهاوُناً ولا تقصِيراً، حتى قبضَه إليه مرضياً ومعذوراً، ومقرَّباً إليه ومحبوراً، صلَّى اللهُ عليه وعلى أخيه الذي اتخذَه في أمرِه وزيراً، فكان له مسانِداً وظهِيراً، وعيَّنه بعدَه خليفةً وأميراً، عليٍّ أميرِ المؤمنينَ وعلى آلِهما الطيبينَ الطَّاهرين، وجعلَنا لهم من المصدِّقينَ، والمهتدينَ بهم والتابعين، حتى يدخلَنا الجنَّةَ في الراضِين المرضيين.
أيُّها الإخوةُ المؤمنون، القاصرون عن تأديةِ حقِّ الله، المقصِّرون فيما فرضَه وأوحاه، وبيَّنه النبيُّ (ص) وتلاه، أوصِيكم ونفسي قبلَكم بتقوى الله، الذي خففَ أمرَه عليكم، ليناسبَ ما أودعَه من القدرةِ فيكم، فبعد قولِه عزَّ وجلّ في كتابِه إليكم: ((يا أيُّها الذين آمنوا اتقوا اللهَ حقَّ تقاتِه))(9)، وقال: ((فاتقوا اللهَ ما استطعتم))(10).
وتذكَّروا أيُّها المؤمنونَ ما مرَّ آنفاً عليكم، وما ذكرتُه في الخطبةِ السابقةِ إليكم، من أنَّكُم تعيشونَ في هذا اليومِ ذكرى ولادةِ الرسولِ الأعظمِ (ص) وقد تحدثتُ في شيءٍ من ذلك.
أمَّا المناسبةُ الثانيةُ والتي تمرُّ ذكراها في هذا اليوم، فهي ذكرى ولادةِ سيِّدِنا ومولانا أبي عبدِ اللهِ جعفرِ بنِ محمدٍ الصادق(ع)، حيثُ كان ميلادُه في اليومِ السابعِ عشر من شهرِ ربيعٍ الأولِ من عامِ ثلاثةٍ وثمانينَ للهِجرة، فأحيوها فرحاً وسروراً، وتذكَّروا أنَّه صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه قد كرَّسَ حياتَه المباركةَ في تجديدِ الدينِ بعدَ اندراسِه، وإظهارِ الحقِّ بعدَ انطمامِه، حتى اعترفَ بفضلِه المؤالفونَ والمخالفون، وروى عنه الموالونَ والمعادون.
فالتزموا بوصاياه إليكم، بأن تجسِّدوا الدينَ في سلوكِكم، وآدابَه في أخلاقِكم، حتى تصبِحوا دعاةً إلى الإسلامِ بأفعالِكم قبلَ أقوالِكم، وتكونوا زيْناً لسادتِكم، ولا تكونوا شيناً على قادتِكم. واعلموا أنَّ كلَّ ما جاء به أهلُ البيتِ (ع) إنَّما هو من عندِ الله، بلْ هو حقيقةُ ما أنزلَ اللهُ سبحانه، وبلَّغه رسولُ اللهِ (ص)، فتمسَّكوا أيُّها الأحبةُ بحبلِهم، واستنيروا بهديِهم، وسيروا على دربِهم، والتزموا بما وردَ –صحيحاً- عنهم، وما أثِر من توجيهاتِهم إليكم، ولا تكونوا لهم من القالِين، ولا لدعوتِهم من المجانبين، فإنَّهم سبيلُ نجاتِكم، وهمُ الوسيلةُ إلى اللهِ تعالى في خلاصِكم، في يومِ حشرِكم ونشرِكم، يومَ لا يُنظَرُ في صحائفِ أعمالِكم، إلا بعدَ التحققِ من سلامةِ اعتقادِكم، في خالقِكم ودينِكم ونبيِّكم، ومَن اتخذتُم بعدَه من قادةٍ وأئمة لكم. كما أوضحَ ربُّكمُ العظيمُ في كتابِه الكريم، حيثُ يقول: ((يومَ ندعو كلَّ أناسٍ بإمامِهم))(11).
واسألوا اللهَ جلَّ وعلا أنْ يتمَّ نعمتَه عليكم، بأنْ يثبتنِي وإيَّاكُم على ولايتِهم، وولايةِ من والاهم، والبراءةِ ممن عاداهم، وتوسَّلوا بهم إليه، إنَّه على كلِّ شيءٍ قدير، واطرقوا بابَه بالصلاةِ والسلامِ على البشيرِ النذير، محمدٍ وآله المخصوصينَ بالتطهير.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حبيبِك المصطفى، أصدقِ الخلقِ وأوفى من وفى، خيرِ خلقِك المؤيد، ورسولِك المسدد، سيدِ المرسلينَ أبي القاسمِ محمد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سيدِ السادات، والدِ العترةِ الهداة، مَن ميزه المصطفى بالتقريب والمؤاخاة، سيدِ الخلقِ أجمعين، بعدَ حبيبِك الأمين، الإمامِ بالنصِّ عليٍّ أميرِ المؤمنين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على خامسةِ أصحابِ الكساء، وسيدةِ جميعِ النساء، الدرةِ النوراء، أمِّ الحسنينِ فاطمةَ الزهراء.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على سرورِ قلبِ الرسول، وعليٍّ والبتول، الصابرِ على المحن، في سبيلِ ذي الجودِ والمنن، الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ الحسن.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الغريبِ الوحيد، بينَ جند الملعونِ يزيد، المدافعِ عن حدودِ الدين، وليس له ناصرٌ ولا معين، الإمامِ بالنصِّ أبي عبدِ اللهِ الشهيدِ الحسين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المصفودِ في الأغلال، المسيَّرِ بالمهانةِ والإذلال، مع حرمِ رسول اللهِ والأطفال، كاشفِ زيف الظالمين، الإمامِ بالنصِّ علىِّ بنِ الحسينِ زينِ العابدين.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على باقرِ علمِ النبيين، المجتمعةِ فيه سلالةُ الحسنين، البرِّ التقي، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ الأولِ محمدٍ بنِ علي.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ناشرِ الحقائق، ومظهرِ الدقائق، والقرآنِ الناطق، الإمامِ بالنصِّ أبي عبدِ اللهِ جعفرٍ الصادق.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نورِ العالم، المغيبِ في سجونِ الظالم، المعرَّفِ تقيةً بالعالِم، الإمامِ بالنصِّ أبي إبراهيمَ موسى الكاظم.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ضامنِ الجنَّات، لأهلِ التوحيدِ والموالاة، سيما زائره في الغربات، الشفيعِ المرتضى، الإمامِ بالنصِّ أبي الحسنِ عليٍّ الرضا.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ذي العطاءِ الكثير، من الهدى والتنوير، في العمرِ القصير، المعروفِ بالدينِ والسداد، الإمامِ بالنصِّ أبي جعفرٍ الثاني محمدٍ الجواد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على معجزةِ الإمامة، موضحِ الدينِ رافعاً أعلامَه، الناصحِ المسدد، الإمامِ بالنصِّ عليِّ بنِ محمد.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على السيدِ الوليّ، التقيِّ النقيّ، والمرشدِ الوفيّ، أبي الحجةِ المهديّ، الإمامِ بالنصِّ أبي محمدٍ الحسنِ بنِ علي.
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجتِك في عبادِك، ونورِك في بلادِك، شريكِ القرآن، ومظهرِ الإيمان، الإمامِ بالنصِّ أبي القاسمِ المنتظرِ صاحبِ الزمان.
اللهمَّ عجِّل فرجَه، وسهِّل مخرجَه، وابسطْ على الأرضِ منهجَه، وأيِّده بتأييدِك، وانصرْه نصراً عزيزاً، واجعلنا من أعوانِه وأنصارِه، المهتدينَ بشعاعِ أنوارِه، وارزقنا الجهادَ والشهادةَ بين يديه، وارحمنا به وبآبائِه. يا أرحمَ الراحمين.
أيُّها المؤمنونَ، اسمعوا وعوا ما يقولُ ربُّكم إليكم، وما أنزلَ من التوجيه عليكم، فهو خيرُ ما يختمُ به خطيب، وأفضلُ ما يعيه ويفعلُه اللبيب. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم، ((بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى وينهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغيِ يعظُكم لعلَّكم تذكرون))(12).
أقولُ قولِي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المؤمنينَ والمؤمنات، إنّه هو الغفورُ الرحيم.
* الهوامش:
(1) سورة البقرة/ الآية 117.
(2) سورة القصص/ الآية 83.
(3) سورة الأنفال/ الآية 33.
(4) سورة الجن/ الآية 8-10.
(5) سورة المائدة/ الآية 50.
(6) سورة التوحيد كاملة.
(7) سورة البقرة/ الآية 286.
(8) سورة الطلاق/ الآية 7.
(9) سورة آل عمران/ الآية 102.
(10) سورة التغابن/ الآية 16.
(11) سورة الإسراء/ الآية 71.
(12) سورة النحل/ الآية 90.