ابا الفضــــل إني في هواك متيم
وإن هيـــــــامي فيك فيّ محكم
ابا الفضل ياباب الفضائل والمــنى
أتيتك خداماً ومثـلك يخـــــــدم
وقد عشــــت أيامي ورأسي للعلا
ومـــــا كنت مـداحا وإني لمكرم
ولا أرى مدح الناس إلا مـــــذلة
ومدح عـــزيز النفس أسمى وأعظم
ولكنني لما رأيتـــك شامــــخا
تيقنـت أن المدح فيـــــك مكارم
فأنت ومن نـــــال الثريا بفضله
حري بأن المــــدح فيه يقاســـم
وإنه جهل أن يرى مدح من عـــلا
عليها بغير العــز ، بل هو أعظــم
أبا الفضل إني قد اتيتك طــــارقا
لباب الفضائل حيث فضلك يعلـــــم
أتيت لنهل العطف من فيض وجــدكم
وقد ذيب في الوجد الفــــرات وزمزم
أتيــت لأستاف التراب بأرضكـــم
بحيث ثراها للمكــــــارم حاتــم
أتيت أشم المسك من جنــــة الوفا
بها الزهر والريحان منبعه الـــــدم
دم سال فوق الأرض فاهتزت السمــا
فصار أمين الله يبكي ويلطـــــــم
وناحت ألوف الأنبياء بلوعــــــة
على معشر بالطف شمس وأنجـــــم
دم سال في أرض الطفوف وقد غــدى
مناراً إلى الثـــوار وهو المعَّلــــم