جاورتَ حامي الحمى؟ فالفخـــرُ والظفـــــــرُ
وعِـــــشْ هنيئاً وقلـــــبُ الخِـــــلِ يعتصــــرُ


ودمعُــــــهُ فوقَ خديه كجـــمرِ غَضَـــــــى
وقلبـُــــــهُ كلهيـــــبٍ كــــــــــادَ ينفجـــــرُ


اسمعْ لواعـــــجَ نفـــــسٍ أنتَ ذكوتُهـــــــا
واسمــــــــعْ صـــــــــداكَ يغذيها فتستعرُ


اسمــعْ أخــي يا عمـادًا كـــان لـــي سنـــدًا
يا فاتـــــقَ الجـــــــرحِ بعدَ العشرِ يا نَضِرُ


مـن كـــان يُلهمنـــي شعـــري فيسمعنـــــي
وتستزيــــــدُ وأنتَ السمــــــعُ والبصــــرُ


ذَبُلْـــــتَ عُـــودًا وروحٌ أينعَـــتْ وربَــــــتْ
عندَ الوصـــيِّ فنعــمَ الحَيْـــــنُ والسَفَــــرُ


واللهِ لم تنأَ روحـــــاً صافيـــــاً عطــــــراً
وإنْ نــأتْ بـِــكَ عني الذاتُ والصـــــــــورُ


ما حيلتـــي وقضـــــاءُ اللهِ خــطَّ لكـــــــم
مـــــوتَ الكرامــــةِ بل أحياكــــم القـــدرُ


يا مؤنسَ النفسِ كـم نفَّســــتَ كربَتهــــــــا
واليــــــوم حــــلّ عليها البؤسُ والكـــــدرُ


كــم كنـــتَ تؤنسنا كــم كنـتَ تغمـــــــرنا
بالجودِ والشعرِ يحلو فيهمـــــــا السمــــــرُ


فـي رحمـــةِ اللهِ يا ضيفًــا لحيــــــــــدرةٍ
بابُ الحوائــــجِ يغشاكـــــم له نظــــــــرُ


لكننـــا فــي عـــــذابٍ بعـــد فُرقتكـــــم
وبالمصــــــــابِ يطـــــــولُ الهـــمّ والسهرُ


ونحـن فــي هـــذه الدنيــــا وشَقوتِهــــــا
وفي الغـــــــري هناك الأنجــــــــمُ الزهرُ


طوبـــى لكـــم بجـــــوارِ الطهرِ حيــــدرةٍ
ولي ستبقي دموعُ الحــــــزنِ تنهمـــــــــرُ


آه لحرقــــةِ قلبــــي قــــد غدا عضــدي
مشيعاً ضمــــــــه في الغربــــــةِ الحِفَــــرُ


يا واردًا مـن حمـــى الكــــــرارِ هل لكــــم
أن تخبرونــــــــي عــن مَـــنْ كنــت أنتظرُ


فقد تأخـــــر والأحبـــــــــابُ تسألنـــــي
فما جوابــــــي سِـــــوى بالهـــــــمِّ أنكسرُ


يا راحــــــلاً ولــه فــي القلــبِ منزلـــــةٌ
هلا رحلتَ بروحــــي أيهـــــــا العَطِـــــرُ؟


رحلــــــت عنـــــا ربيعــــاً خالـــدًا عطرًا
فعــــــاد بالحـــــــزن ينعاكـــــم لنا صفرُ


فـــي كـــل ثانيـــةٍ ذكـــــرى تؤرقنــــــا
يذوبُ منها الحشى بالوجــــــدِ يستعــــــرُ


يا وهجـــــةَ الحـــــــــــبِّ يا إنسانَ بهجتِهِ
ويا ســـــرورٍ فــــــــؤادٍ فيــــه يبتشـــرُ


إنا فقدنـاك حبــــاً كان يشملنـــــا بالجود
والجـــــــودُ طبعٌ فيــــك يزدهـــرُ


قد كنت توأمَ روحي وهي ضاحكــــــــــــــةٌ
واليــــومُ غادرتَهـــــا تبكـــــــي وتنشطرُ


تبكي الأخوةَ والشهمَ الكريمَ مضــــــــــــى
والأفــــــقُ أظلــــــمَ لـمــّا غُيِّــــب القمرُ


أخوةً أنــــت أعــلاها وكـاتبُهـــــــــــــــا
تبقى الـــمنارَ لـــمن أعماقَها سبــــــــروا


غُيِّبت تحــــتَ الثــــــرى؟ كم كنت تؤنسني
يا توأمَ الــــروح حزنــــــــي ليس ينزجرُ


إذا رأيتكَ، نفسي للقــــــــا ابتشــــــــرت
واليوم أزفر إن جالـــــت بــــي الصــــــورُ


وعنفوانُ الأسى لا الصــبرُ يسكتـُـــــــــــه
ولا التجمُّــــــلُ يغنيـــــــه فيصطبــــرُ


هاهـــــم محبــــــــــوك قد صبّو مدامعَهم
كم لوعـــــةٍ كتموا كـــــم زفـــرةِ زفـــروا


كفـــاك يا دهرُ من أخــــذ الكــــــرامِ فقد
أخذت مـن بهـــــم يُستَدفـــــع الضـــــررُ


كرّمـــــــت كــــلَّ لئيم أخــــــــرقٍ صلفٍ
فطبعــُـــك الجــــــور عنــــه لست تعتذرُ


لا غرو إن فجعتنـــــا منــــــك داهيــــــةٌ
فقــــد رُزينـــــــا ومنّـــا القلــــبُ ينفطرُ


أصمنّــــــا نبـــــــأٌ بالحـــــزنِ جللنـــــا
من العــــراق جــــــرى في أمــــــره القدرُ


أبــــا علــــــيٍّ تـــــراب أنــت ساكنـــــه
لَجنــــةٌ أُنُــــفٌ بل مسكهــــــا ذَفـــــــرُ


وكيــــــــف لا وعلـــــــي قائد لكـــــــم
حامـــــي الحمـــــــى وله الأمــلاك تأتمرُ


وما ثــــــــراك ســــــوى روضٍ يعطـــــره
منــــــك الــــولاء بمـــــاء الوصل يختمرُ


يا ثاويــــا فــي غــــري الطهـــــرِ حيدرة
أرواحنَا معكــــــم لا جِسمَكــــم قبــــــروا


يا خـــــادم الآل تبكي السبــــــــط منفجعا
مع الحســــــــين نعِمّا كنــــــت تتجـــــرُ


هذا العـــــــزاء وكــــم نــاداك صارخُـــــه
فصحت لبيــك لمّــــا حثـــــك السفـــــــرُ


نسيـــــت جرحـــــك إذ عانيتـــَــــه ألـما
وقلت قلبـــــي لكـــم قــد جــاء يحتضــرُ


بظلِكم مستظــــــلا يرتجـــــــي أمــــــلا
يا مـــن بكـــم لكـــــم في سعـــــده الأثرُ


أرسلـــــت ذا ثقــــــةٍ للفضـــــــل ملتمسا
إكمالَ عهــــدِك للزهـــــراء تنتظــــــــرُ


وقد أجابـــــك عبـــــــاسٌ بما طمحـــــت
نفــــسٌ بخدمــــــــــة زور الله تفتخــــرُ


حتـــى إذا تـــم عهـــــد منكــــم قُبِلـــت
آثـــــــارُه عدتـــــم والذنــــب مغتفــــرُ


حــــقَّ الضيافــــةِ أدّاهـــــا لكم كرمــــــاً
وزادكـــــم شرفــــــاً في مَـــنْ لكـم حضروا


فاختــــــارك الآل أن تبقـــى بقربهـــــــم
نعـــــم الجـــــوارُ وهذا الفـــــوز والظفرُ


فاهنــــأ بقربهـــــــم إذ أنـــت مشتمـــــل
بلطفِهـــــــم، لطفُهم هيهــــــــات ينحصرُ


أبلـــــغ تحيتــــنا ســــاداتِنـــــــــا وأدم
لنــــــا الدعــــــاءَ على المنهـــــاج نتَّزرُ


وقبّـــل السبط في النحر الشريف وقــــــل
هذي أمانــــــــة عشّـــــاق لكــــــم نُذِروا

شعر : أ. يوسف أحمد جمعة المقشاعي 17/1/2013م

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *