القلبُ مذبوحٌ بلا باترِ
والروحُ في الأجواء كالطائرِ
قد حلَّقت نحو حبيبٍ لها
مُزَيـــنٍ مـُعـــــذِبٍ آســــــــــر
العـيـنُ مِـنـه مـثــلُ عيـنِ المـها
هيفـــــــــانةٌ قـاصــــــرةُ النـاظِـــــر
مليحــــةٌ مأمونـــةٌ كـــــــاعِبٌ
أبهى من المستخوصِ النافر
ذاتُ لُّمــى يسقي رُضـابَ الهوى
قـاتـــــلتـي بوجـهــهـــا البــــاهر
خريــــدةٌ عفيفــــــةٌ طَفْـلةٌ
قـد مـزقـــت حُشــــاشـةِ الشـاعــــر
وضــيئـةٌ بـل قـــمرٌ زاهــرٌ
و ذاتُ خصـــرٍ فـاتـنٍ ضــامر
عُلقـتُـــها و هــــــــــام قـلبـــي بها
و صـــــار لا يأبــــه بالزاجــــــر
أنَّــــــى لزجــرٍ أن يزيــلَ الهوى
و قـــــد سرى فـي دمــــي الـســــائر
هذا فــــــؤادي بـالهـــوى مشرقٌ
فـهـــو كبـــحرٍ بـالهــــوى زاكـــر
لكــــن نورَ الحــــقِّ فيـــه سما
وعـــشــــقُ آل المصطفـــى الطــــاهر
فـــحبـــهم يُنســي لذيذَ الهــوى
فـــلا لهـــيـفـــاءٍ ولا بــــاكـــــــــــــر
و حبــهم في القـــــلبِ نــورٌ زهــا
و طـــــــــهَّــر القــــلبَ من الآخــــــر
تمخضَ الحبُ بقلبي لهم
من بعد حب البارئ الغافر
فـحبُــهم من حبــــهِ صــــادرٌ
و نورُهـــم من نـــورِه الزاهـــر
من عـــالم الـــذرِ عرفــت الهـوى
فيـــهم و لا أخـشــــــى يـــدَ المـــاكر
و قدوتي الحسنى بحبي لهم
عـــمــــارُ و الأشـــتــرُ من غـابـر
قد أرضــعتــــني الحبَ أمـي لهم
و البـــعضَ للأعداء و الغــــــادر
فصـار صوتــي في عبـــاب الدنـا
مـــثــلَ زئـــيرِ الأســـــدِ الـهـــادر
كشوكـــةٍ في حلــــق أعدائـــهم
كــــنصلــة في أعـين الكــافر
و اليــومَ لآبـن المصطفــى دندنت
أوتـــارُ قــلــبِ العــــــاشق الصـــاغر
وهنــــأت فـــــاطمَ في ابنــــــها
و الحجــــةَ المهدي في البـــاقــر
هذا ابن خــير الخــلق نـورُ الهدى
وابــــنُ عـلي المــرتضــى النـــاصر
و ابن البتولِ الطهرِ أمِّ الهــــدى
و صفـــــوةٍ للبــارئِ القــــادر
هذا ابن سِـبطي أحمــدَ المصطفـى
و ابــــنُ عليـــلِ كربـــلا الصـــابر
مَــن نـــوره نـــور إلــه السمــا
و فــي هُــــــداه مــكســـــب الظــافر
و بـــاقر العـــلم لآهـــل النـهى
و مخــــرسُ النـــاصبِ و الخـــــاسر
و فــاضح الرعـديــدِ يــومَ الوغـى
و محـرج الأهوجِ و الصـاعر
راوي حديـــثِ الطــهرِ من منبــع
صـــافٍ مصـفـــى كــــوثــر طــــاهر
يشــــرح قـــلب المرءِ في نصــه
يزيــــل فيه شبـهـــةَ الحــــــأئر
قـــد خـــرَّج الأبـــــدالَ في أمــــةِ
قـــــد خـــالفت أوامـــرَ الآمرِ
فـي هيبـــةٍ من أحمــدَ المصطفــى
و منطــــقِ الزهــــراء للخــــائر
قــــد أرشـد النـاس لهــــدي الهدى
و فـــــي رؤاه منطــــقُ الســـابر
هذا الإمــــام الطـهـرُ و ابــن التقى
ابـــن النــبيــيـــن ذرى الفــاطر
شـــذا أبـــي الحسـنيـنِ فـــي نفسـه
و روح طــــه في الدم الثــــائر
ولاؤه فــــرضٌ و أعمــــــالنـاً
بحبـــهِ تقــبـــل فــــــي الآخـــر
أيـــا أبـــا جعفــرَ يـــا سيـدي
يـــا كنـــزَنـــا و صفــقــةَ التــــاجــر
عبدكـــمُ يوســـفُ في موقــفٍ
يرفـــعُ كـــــف الحـــــامدِ الــــشـــاكر