عفــت عينـي التحـدث والكـلاما
ولـم أرغب جلوســــا أو قيامـا
فأفكــــــاري تتــوق إلى خـروج
من الطـوق الذي كبـــس اللثاما
وأقـوالي تسـير إلـى غموض
وأفعـالي تسربلت الظـلامـا
إذا ألقيـــت فـي حفـل قصــيدا
رأيــت القــوم مـن تعـب نياما
تســاوى عندهـم صمـتي ونطقي
و صمــتي عندهـم خيـــرا مقامـا
فإن لـم تحتـــوي الكلمات معنى
جليــا يستــحق الاحـــترامـا
غــدت سفــها وصاحبــها عبيث
وقــد هجــر الكرامــة والكرامـــا
وإن الصمــت فــي فكـر صـواب
إذا مــا النطــق يحتقـر الأنامـــا
ولكني وجــدت علــــى مقـالــي
صـوابـا واعتـدالا وانسجــامـا
فقــد أبلغــت وعظا حيـــث قالوا
حلــوم القـــوم : قــد لطف الكلاما
وعـــين الحـق فكـرك غيـر أنـا
نخـاف الحــق يلحقنـــا التزامــا
فضــاع الحـق في أخـــذ ورد
وخـيط الوقــت ينصـرم انصراما
فأيـامي تســير إلـى غمــوض
وأوضاعي تســربلت الظــلاما
رفعـت شـكايتي ووكلـت أمري
وقــدمــت التحيــة والسـلامــا
إليـــك أبـو المناقــب مــن أنـاخت
لـك الــدنيــا وأسلمت الــزماما
أبـو الحسنــين أنـت لكل صعب
معــدٌ لـو ترفع أو تسـامــى
تـذل المســتحـيل كفـاك شــأنا
بـأن تـأتـي العجـائـب والعظاما
إذا كـان المســيح أجــاد نطــقا
وأتقــن وهــو فــي المـهــد الكلاما
فأنـت بعــالم الأرحـــام حمــل
شــطرت بفضـلك البيــــت الحراما