ستبقى منك في الأرجاء روح…ترفرف كلما ذكر الذبيح
ستبقى للسراة طريق حقٍ…برغم الليل منهجك الوضوح
ستبقى زهرةً في كل أرض…بذكر محمدٍ أبداً تفوح
أأتعبك الوصول؟ فكم مشينا…وغايتك المدامع والضريح
وصلت لكربلا يا شيخ؟..مهلاً…تعودنا بأنك لا تُشيح
وتدعونا جميعاً حين تمضي… وتحملنا بصوتك إذ تصيح
سمعتك في إحتضار الروح تنعى…وتدعو حين ضاق بك الفسيح
*(ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح)*
تلقاك الحسين وقال أبشر…بقربي يا بني ستستريح
فيبن الهاشمية من لؤيٍ…سماحاً ليس ينصفك المديح
وتخجل من مهابتك القوافي…ويعجم في معانيك الفصيح
فمثلك في لذات الدهر صعبٌ…ورحم الدهر بالنعمى شحيح
لأبلغ من رثاك كسير قلبٍ…ودمعٌ فوق وجنته يسيح
رأيتك في نهار الفقد طيفٌ…على أنهار أدمعنا تلوح
كأن النعش فوق الدمع فلكٌ…وأنت بلجة الطوفان نوح
وكلٌ للنجاة إليك يسعى…وتدفعه المواجع والجروح
بتابوت السكينة كنت تعلو…وكنت إلى سُليمانٍ تروح
فنم ياصاحب القلب المدمّى…فكم أودى بك الزمن القبيح
صبرت على الجراح وكنت تُغضي…وكانت نظرةٌ حرّى تبوح
لأنت الكهف والأبُ والنصوح…ورغم الضيم يا أبتي صفوح
صلبت على المنابر كي توارى…ويبقى منك ناعيةٌ مليح
ويأبى الله أن تفنى علومٌ…فلا والله ما صلب المسيح
وداعاً للجمال إذا تجلّى…كنور الفجر شفافٌ صريح
وداعاً للسماحة والتفاني…لتفسٍ ما أغر بها طموح
لروحٍ بالتواضع قد تسامت…وللعلياء والتقوى جموح
وداعاً يا نقاءً يوسفياً…حُسينياً فقد حكم النزوح
عصافرة الخليج خذوا شذاه…لتعبق من أطايبه السفوح
ويا جيل الشباب رِدوا صداه…لقد أودى بنا هذا الفحيح
٤-١٢-٢٠١٤م