يا صابرا والجمر بين ضلوعه
متوثبا يشكو سنين خضوعه
تستنزف الأيام رقة قلبه
فيذيب قسوتها بماء دموعه
مر الزمان على حكايته كما
مر المهاجر غفوة بربوعه
يا من يطالع كل يوم حالنا
فتهز حالتنا سكون هجوعه
ورياح فوضانا تنازع صمته
وتغير كي تودي بضوء شموعه
في كل يوم نلتقيه بحادث
يدمي حشاشته لعظم وقوعه
الجاثمون على تلألأ اسمه
يخفون ظلمتهم بثوب سطوعه
والزاعمون بأنهم من جرحه
يعلون رايتهم بلون نجيعه
والمسلمون نباتنا لخريفهم
يغرون تربتنا بحسن ربيعه
يا أمة خطفت لواء إمامها
واستقبلت أعدائها بدروعه
مذ أصحر الراعي وغيبه المدى
عاثت ذئاب الحي وسط قطيعه
واستأثروا ظلما بنبع صفائه
وتحكموا في أرضه وزروعه
نهبوا عباءته وزموا رحله
واستحكموا في فيئه وضروعه
ومشى القطيع وراء قاتله ولم
يدرك قبيل الموت حمق صنيعه
حتى إذا حم الحمام ولم يكن
للموت إلا خطوة لصريعه
جاءوا يلومون الخطوب ويسألوا
درب المنية ساعة لرجوعه
واستيأسوا من أمرهم وزعيمهم
كل يخلص نفسه بركوعه
حتى إذا عادت بهم عادوا لها
حتى لشاخ الدهر من ترجيعه
يا أمة تمشي وتغزل ذلها
وتفر من سم الردى لنقيعه
وتميل ما مالت بها آفاتها
والقلب شقوة أمره بنزوعه
ما من خلاص غير دين محمد
والخير كل الخير في تشريعه
فاستعصموا بمحمد وبآله
كل يعلق كفه بشفيعه
أشتاق ذلي في محول قفارهم
ويطيب أنسي في جحيم مروعه
وغناي فقري في نعيم ودادهم
والدفء عندي عاريا بصقيعه
أسلمت قلبي مهرة منقادة
ورأيت أن معزتي بخنوعه
أنا لا أسلم مهجتي لمقامر
يهذي ويجهل ( كوعه من بوعه )
ويثور كي يحظى بسقط إمارة
ويجر سخط المعدمين بجوعه
حتى إذا ثاروا ولم يتمكنوا
ترك الردى متمكنا بجموعه
الزيف عندي باهت ومشوه
مهما تمادى الغي في تلميعه
والدين عندي واضح ومجلجل
مهما تمادى البعض في تمييعه
في مولد المهدي جئت مذكرا
أن الخلاص معلق بطلوعه
أن النعيم مؤجل لزمانه
أن الظلام مخيم لسطوعه
أجلت بارقتي لغيث ظهوره
وجحيم بركاني ليوم صدوعه
قمطت أوجاعي وقلت لها اهجعي
وحبست ثأر القلب بين ضلوعه
حسين علي أحمد خلف
النصف من شعبان 1432هـ
المصادف 17-7-2011م