أنا لا أملكُ يا رب العباد
غير دمعِ العينِ في ثوب الحداد
أنا لا أملكُ إلا مأتماً
هو لي أمٌّ ودارٌ وبلاد
أنا لا أملكُ إلا منبراً
هو قد علّمني معنى الرّشاد
أنا لا أملكُ إلا موكباً
هو أصلٌ من أصولِ الإعتقاد
وحسينٌ قبل ميلادي هنا
نغمةٌ تسكنُ في نبضِ الفؤاد
هو نورُ الله في قلبي ومن
باسمه يُفتحُ لي بابُ المراد
دمعتي حجٌّ ونوحي سجدةٌ
آهتي ذكرٌ وأحزاني جهاد
قبلتي قلبُ حسين وأنا
سائرٌ طوعاً وحباً وانقياد
أيها اللائم حزني أنه
كلما عاد لنا عاشور عاد
قَطِّعوا قلبي إذا يوماً جفا
وغوى عن مأتم السِّبطِ وحاد
أنا من دون حسين من أنا
لستُ إلا كركامِ من رماد
وفؤادي لو خلا من حزنه
لم يكن إلا جماداُ في جماد
فطرتي أنّ حسيناً في دمي
كلما أنّ لهيب العين جاد
وإذا مِتُّ فقولوا عاشقٌ
مضّهُ الشّوقُ وأضناهُ البُعاد
شيّعوني بعزاءِ للحسين
كَفّنوا جسمي برايات السّواد
أنا لا أملك يا رب العباد
غيرَ هذا الحُزنِ للمحشرِ زاد
وعزائي يوم ميلادي ابتدى
وسآتيك به يوم المعاد