إذا ذكرتُ كربلاء … دمعي على عيني جمدْ
وزلزلتني لوعةٌ … والحزنُ في القلبِ اتقدْ
هذا الحسينٌ مفردٌ … لا عــدةٌ ولا عــددْ
حفتهُ خيرُ عصبةٍ … كلٌ على اللهِ اعتمدْ
جاءوا رجالاً ونسا … “ووالد وما ولدْ”
وأسملوهُ أنفساً … وأمنوا بما اعتقدْ
وأقبلوا على الردى … “بقل هو الله أحدْ”
جادوا بخيرِ أنفسٍ … في نصرةِ الفردِ الصمدْ
فلنْ ترَ بين الورى … لمثلهمْ “كفوا أحدْ”
“والعاصفاتِ عصفا” … “والناسفاتِ نسفا”
جاءوا إلى حسينٍ … صفاً يؤم صفا
شَمَّرَ عنْ حسامٍ … يهوى الرؤوسَ قطفا
وكلُ قسوري … عنْ سيفهِ تخفى
فَكَّر في جيوشٍ … تَفِرُ مِنْهُ خوفا
يَقطِفُ في الرؤوسِ … وينثرُالاكفا
قد اكتوى حشاهُ … من ظمىٍ وجفا
وعندها أحسوا …من الحسينِ ضعفا
تكاثروا عليهِ … جاءوا إليهِ زحفا
“ألهاهم التكاثرُ … تباً لهم من معشرِ
على الهدى تجاسروا … واعتصموا بالمنكرِ
وحاصروا خير الورى … بالبغي والتجبرِ
بالسيفِ والرمحِ هووا … فوقَ التقيّ الخيرِّ
حتى هوى عن مُهرهِ … أفديهِ من معفرِ
“والعادياتِ ظلما … والساحقاتِ عظما
والطاحناتِ صدراً … سرّ الالهِ ضما
“والنازعات” روحا … “والذاريات” جسما
لهفى لهُ قتيلاً … مرملاً مُدمى
“والسابقاتٍ سبقا” … تُدركُ ما تبقى
منْ رمقٍ بجسمٍ … فوقَ الترابِ مُلقى
فأبصرتْحسيناً … كأسِ الحمامِ يسقى
والشَّمر ويحَ قلبي … صدرَ الحسينِ يرقى
يحزُّ مِنهُ نحراً … لمْ يبقِ منهُ عِرقا
والنادباتٍ حزناً … والشاهقاتِ شهقا
والذارفاتِ دمعاً … والشاهقاتِ شهقا
والجسدُالمدمى … لحالهن رقى
كأنهُ ينادي … رفقاً بهن رفقا
لهفى لخيرِ بيتٍ … أذوبُ فيهِ عِشقا
في كربلاءَ مما … قاسى وما تلاقى
... نسألكم الدعاء ...