ولد الشيخ أحمد بن الشيخ خلف بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن الشيخ أحمد بن الشيخ حسين العلامة آل عصفور البحراني حوالي عام 1345هـ في قرية (دار كليب) من قرى (البحرين)، والده حجة الإسلام والمسلمين آية الله المجاهد الشيخ خلف آل عصفور، وأمه علوية جليلة تنتمي إلى قرية جدحفص وتدعي السيدة معصومة بنت السيد هاشم الكامل، نشأ شيخنا في ظلال الإيمان والتقوى، وتربى على حب الفضيلة والصلاح، له من الأخوة العلامة الشيخ عبد الحسين المتولد حوالي عام 1353هـ، وهو عالم جليل القدر ورفيع الخلق، وله من الأخوات فاطمة وآمنة وسكينة وفهيمة وخديجة، وكان له أخ يدعى الشيخ عبد علي توفي في زمان والده حوالي عام 1331هـ ودفن في مقبرة الحورة بالمنامة، وقيل إن له أخ أكبر منه يدعي الشيخ أحمد توفي في إيران، دخل شيخنا إلى الكتاتيب عند المعلم الحاج علي بن إبراهيم وهو في سن مبكرة وتوفيت والدته سنة 1353هـ ودفنت غرب قبر العلامة الشيخ إبراهيم المبارك بقرية عالي ، ثم هاجر بصحبة والده الشيخ خلف للعراق حوالي عام 1355هـ، وسكن منزل والده في الكاظمية، وتلقي مقدمات العلوم الدينية وكان والده يعلمه مبادىء اللغة العربية من خلال تعليمه قراءة الأدعية والأوراد، وختم القرآن الكريم لدى الشيخ حميد الكاظمي والشيخ جعفر الكاظمي، وتعلم كتاب متن الأجرومية لدى الشيخ عبد الرزاق الخالصي، والسيد الحيدري، ثم توفي والده في 29 رمضان 1355هـ ودفن في كربلاء المقدسة، فقام أحد أقاربه وهو الحاج إبراهيم بن الحاج كاظم العالي بإرجاعه إلى موطنه البحرين، ولا شك أن مرارة التغرب واليتم كان لها دور في تكوين شخصية شيخنا، فتراه صلب الإيمان ثابت الأركان، وسرعان ما واصل شيخنا طلب العلوم الدينية فدرس قطر الندى عند الشيخ إبراهيم المبارك والتحق بمدرسة الشيخ عبد الحسين الحلي بالمنامة ودرس عند الشيخ عبد الحسين نفسه والشيخ عبد الله بن الشيخ محمد صالح آل طعان ودرس عند الشيخ عبد الحسن آل طفل والشيخ محمد علي آل حميدان، ثم حصل على بعثة من دائرة الأوقاف الجعفرية فهاجر لطلب العلوم الدينية في النجف الأشرف عام 1366هـ، فأول من قام بتدريسه هو الخطيب الفذ الشيخ عبدالوهاب الكاشي وتعلم على يديه الألفية، وتعلم الشرائع عند العلامة الشيخ باقر الآغائي وأخوه الشيخ هادي، ودرس المعالم عند الحجة الشيخ علي زين الدين شقيق العلامة الشيخ محمد أمين زين الدين، ودرس عند العلامة الكبير الشيخ أسد حيدر والأستاذ الكبير السيد محمد علي الحجة الحمامي وحجة الإسلام والمسلمين السيد باقر الشخص والحجة الشيخ علي زين العابدين والعلامة الفهامة الشيخ باقر بن شريف القرشي وغيرهم الكثير..، كما حضر بحوث الخارج لدى آية الله العظمى السيد محسن الحكيم وآية الله العظمى السيد الخوئي، أما أقرانه في الدراسة فكثيرون ذكرنا مجموعة منهم في ترجمتنا له منهم على سبيل المثال العلامة الشيخ محمد سعيد المبارك والعلامة الشيخ عبد المجيد أبو المكارم والعلامة الشيخ منصور الستري والعلامة السيد محمد كاظم الكفائي وغيرهم، كما ذكرنا بعض تلامذته.
تعلم الخطابة الحسينية لدى العلامة الشيخ محمد علي آل حميدان، وكان أول تعاقد معه للقراءة عام 1363هـ في مأتم علي بن أحمد بقريق الحياك بالمحرق، شكل له مدرسة خطابية خاصة به استطاع بها أن يستحوذ على إعجاب الناس، وأضحى اليوم عميد المنبر الحسيني، وأسد البحرين وجاراتها، وتولى شيخنا القضاء الشرعي عام 1382هـ ليكون ثالث ثلاثة، بمعية العلامة الشيخ باقر آل عصفور والعلامة الشيخ منصور الستري، وذلك عندما رأى أن تكليفه الشرعي يحتم عليه قبول هذا المنصب الشاق، وخصوصا بعدما طمع في ذلك من ليس بأهل لهذا المنصب، وعزف عنه من هو أهل له خشية الانزلاق في المحظور، وتولى إقامة صلاة الجمعة بعد وفاة العلامة الشيخ إبراهيم المبارك، وكانت أول جمعة يصليها بتاريخ 8 شوال 1399هـ بجامع والده في عالي، آثاره المطبوعة: معركة المسلمين في التاريخ، المسائل الدينية في حلقات، الذكرى الخالدة، بذل الجهود في ردع أعدائنا واليهود، مزار الحرمين، وقصص العصفور ومن آثاره غير المطبوعة: رسالة الجمعة (جاهز للطبع)، المسائل التوبلانية القنطورية في الأجوبة العصفورية (لم يكمل)، وخطب الجمعة (تحتاج إلى جمع وتنسيق)، ومجموعة شعرية (تحتاج إلى جمع وتنسيق)، عرفان المجالس، مجالس أهل الذكر، كما أشرف سماحته على طباعة الكثير من المؤلفات، وقرظ الكثير من المطبوعات، وتصدر قائمة المشاركين في احتفالات التأبين وافتتاح المساجد والمآتم، وقام بعدة مشاريع خيرية وعلى رأسها إنشاء حوزة العلمين الشيخ يوسف والشيخ حسين، تخرج منها علماء بارزين في البلد، وسعى في إنشاء مجموعة من الجوامع في البحرين وخارجها ، حتى في أفغانستان، كما كانت له الكثير من المواقف الإصلاحية الجريئة في البحرين وخارجها، تميز خلالها بالحكمة والحنكة في تدبير الأمور، مع اتصال وثيق بالله عز وجل، له مجموعة شعرية في المدح والرثاء والمواعظ والتقريظ وقصائد أخرى حماسية، لم يشتهر منها إلا قصيدة (قصدتك يا أرضا أتاها الرضا قسرا) تجدها في بعض تراجمه، له إجازات كثيرة في الرواية والقضاء وتولي الأمور الحسبية وإقامة الجمعة والجماعة ، منها على سبيل المثال: إجازتي الشيخ محمد الحسين آل كاشف، وإجازة آغا بزرك الطهراني، وإجازة السيد الخوئي والشيخ محمد طاهر آل شبير الخاقاني والعلامة الفاني والوحيدي والواحدي والشيخ سلمان الخاقاني والمرعشي والأراكي وغيرهم.
تزوج شيخنا بأربع زوجات الأولى هي الملاية فاطمة بنت الشيخ إبراهيم المبارك، والثانية هي أمينة بنت الشيخ محمد علي آل حميدان، والثالثة سليمة بنت الحاج منصور الزيرة، والرابعة شريفة بنت الحاج علي الحجيري، وقد توفيت الزوجة الثانية قبل أربعين عاما وتوفيت الثالثة سنة 1422هـ ودفنت في مقبرة الحورة بالمنامة، وله منهن ذرية مباركة، ولا سيما نجله وخليفته في الجمعة والقضاء العلامة الخطيب الشيخ ناصر، ونجله المحقق المؤرخ إمام الجمعة في قطر الشيخ عادل، وكذلك الشيخ حسن العالم المجد الجاد في قم المقدسة ، والشيخ حسين سليل الأكارم وطالب العلوم الدينية في حوزة أبيه.. حاز شيخنا على مكانة عالية في أوساط المجتمع وقدره أهل العلم والفكر والأدب أجل تقدير، وأطرى فيه كثير منهم، وترجم له العديد من العلماء والمؤرخين..
المصدر: كتاب قصص العصفور من جمع وتدوين: محمود طرادة