لقد استفاضت أنباء محمد وأصحابه بين العرب، وأدخلت تلك الأنباء الرعب في قلوب القبائل العربية لا سيما من كان قريباً منها إلى المدينة.

لقد دخل محمد وأصحابه بالأمس القريب وهم قلة يلتمسون في المدينة ملجأ يحميهم من غارات قريش وجيرانهم العرب واليهود، واليوم أصبحوا يقفون في وجه قريش ويجلون يهود المدينة بني قينقاع ويرسلون السرايا تتهدد الطرق والمسالك إلى الشام فيقتلون ويأسرون، ويعرضون رحلات قريش والعرب وتجارتهما للمخاطر، فماذا تراهم يصنعون في مقابل هذا الزحف المتصاعد يوماً بعد يوم، ومن حقهم أن يفكروا في مصيرهم، وفيما عسى أن يصيبهم من محمد وأصحابه أن ظفروا بهم، ولكن الغرور كان يستولي أحياناً على بعض القبائل، فتسول لهم نفوسهم أن يعادوا الرسول، ولو بغزو المدينة إذا اقتضى الأمر ذلك.

فمن ذلك أن جماعة من غطفان من بين ثعلبة بن محارب تجمعوا يريدون حرب الرسول (ص) فبلغه خبرهم فخرج إليهم في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة، ومعه أربعمائة وخمسون رجلاً من المسلمين، وما أن تسامع الأعراب بخبره حتى فروا إلى رؤوس الجبال ومضى مع أصحابه حتى بلغ ماء يقال له ذو آمر.

وجاء في البداية والنهاية أن هذه الغزوة يقال لها غزوة (ذي آمر) فعسكروا على ذلك الماء وأصابهم مطر كثير فابتلت ثياب النبي (ص)، فنزل تحت الشجرة هناك ونشر ثيابه لتجف رطوبتها، والمشركون من على رؤوس الجبال ينظرون إليه، فأرسل المشركون رجلاً منهم فتاكاً يقال له دعثور بن الحارث، وقالوا له أمكنك الله من قتل محمد، وذهب إليه دعثور ومعه سيف صقيل حتى قام على رأسه و السيف مشهور بيده فقال له: يا محمد من يمنعني منك اليوم؟ فقال النبي: الله يمنعك.

ودفع جبريل في صدره فوع السيف من يده، فأخذ رسول الله (ص) وقال لدعثور: من يمنعك مني؟ فقال لا أحد، وأنا أشهد أن لا إله الله وأن محمداً عبده ورسوله، والله لا أكثر عليك جمعاً أبداً، فأعطاه رسول الله سيفه، فلما رجع إلى أصحابه قالوا له ويلك ماذا صنعت قال: نظرت إلى رجل طويل فدفع في صدري فوقعت لظهري فعرفت إنه ملك، وشهت أن محمداً رسول الله، وأعطيته عهداً أن لا أكثر عليه جمعاً أبداً.

ثم جعل يدعو قومه إلى الإسلام وجاء في البداية والنهاية أن الآية التالية نزلت بهذه المناسبة:

{يا أيها الذين اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم}(المائدة 11).

وموضع التساؤل في هذه القصة أن النبي (ص) هل كان ينفرد عن أصحابه في غزواته، وهل يتركه أصحابه وحيداً في تلك الفلاة والمشركون على مقربة منهم، وهب أنه ذهب إلى الشجرة ليجفف ثيابه من المطر، ولكن كيف تركه ذلك الجيش المؤلف من أربعمائة وخمسين مقاتلاً، وخفي عليهم ذك الرجل الذي تحدر من الجبل لاغتياله وهو بعيد عن أصحابه كما جاء في رواية البداية والنهاية، كل ذلك يدعو إلى الشك في رواية ابن كثير والله العالم بحقيقة الحال.

لقد استفاضت أنباء محمد وأصحابه بين العرب، وأدخلت تلك الأنباء الرعب في قلوب القبائل العربية لا سيما من كان قريباً منها إلى المدينة.

لقد دخل محمد وأصحابه بالأمس القريب وهم قلة يلتمسون في المدينة ملجأ يحميهم من غارات قريش وجيرانهم العرب واليهود، واليوم أصبحوا يقفون في وجه قريش ويجلون يهود المدينة بني قينقاع ويرسلون السرايا تتهدد الطرق والمسالك إلى الشام فيقتلون ويأسرون، ويعرضون رحلات قريش والعرب وتجارتهما للمخاطر، فماذا تراهم يصنعون في مقابل هذا الزحف المتصاعد يوماً بعد يوم، ومن حقهم أن يفكروا في مصيرهم، وفيما عسى أن يصيبهم من محمد وأصحابه أن ظفروا بهم، ولكن الغرور كان يستولي أحياناً على بعض القبائل، فتسول لهم نفوسهم أن يعادوا الرسول، ولو بغزو المدينة إذا اقتضى الأمر ذلك.

فمن ذلك أن جماعة من غطفان من بين ثعلبة بن محارب تجمعوا يريدون حرب الرسول (ص) فبلغه خبرهم فخرج إليهم في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة، ومعه أربعمائة وخمسون رجلاً من المسلمين، وما أن تسامع الأعراب بخبره حتى فروا إلى رؤوس الجبال ومضى مع أصحابه حتى بلغ ماء يقال له ذو آمر.

وجاء في البداية والنهاية أن هذه الغزوة يقال لها غزوة (ذي آمر) فعسكروا على ذلك الماء وأصابهم مطر كثير فابتلت ثياب النبي (ص)، فنزل تحت الشجرة هناك ونشر ثيابه لتجف رطوبتها، والمشركون من على رؤوس الجبال ينظرون إليه، فأرسل المشركون رجلاً منهم فتاكاً يقال له دعثور بن الحارث، وقالوا له أمكنك الله من قتل محمد، وذهب إليه دعثور ومعه سيف صقيل حتى قام على رأسه و السيف مشهور بيده فقال له: يا محمد من يمنعني منك اليوم؟ فقال النبي: الله يمنعك.

ودفع جبريل في صدره فوع السيف من يده، فأخذ رسول الله (ص) وقال لدعثور: من يمنعك مني؟ فقال لا أحد، وأنا أشهد أن لا إله الله وأن محمداً عبده ورسوله، والله لا أكثر عليك جمعاً أبداً، فأعطاه رسول الله سيفه، فلما رجع إلى أصحابه قالوا له ويلك ماذا صنعت قال: نظرت إلى رجل طويل فدفع في صدري فوقعت لظهري فعرفت إنه ملك، وشهت أن محمداً رسول الله، وأعطيته عهداً أن لا أكثر عليه جمعاً أبداً.

ثم جعل يدعو قومه إلى الإسلام وجاء في البداية والنهاية أن الآية التالية نزلت بهذه المناسبة:

{يا أيها الذين اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم}(المائدة 11).

وموضع التساؤل في هذه القصة أن النبي (ص) هل كان ينفرد عن أصحابه في غزواته، وهل يتركه أصحابه وحيداً في تلك الفلاة والمشركون على مقربة منهم، وهب أنه ذهب إلى الشجرة ليجفف ثيابه من المطر، ولكن كيف تركه ذلك الجيش المؤلف من أربعمائة وخمسين مقاتلاً، وخفي عليهم ذك الرجل الذي تحدر من الجبل لاغتياله وهو بعيد عن أصحابه كما جاء في رواية البداية والنهاية، كل ذلك يدعو إلى الشك في رواية ابن كثير والله العالم بحقيقة الحال. 

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *