جاء في بعض كتب السيرة أن جمعاً من غطفان وسليم تكتلوا للاعتداء على المسلمين ومهاجمتهم، ولما بلغ النبي خبرهم خرج إلى قرقرة الكدر، وهي أرض ملساء لبني سليم فيها طيور في ألوانها كدرة، ومعه جمع من المسلمين ولواؤه مع علي (ع) ليأخذ الطريق عليهم، فلما وصل ذلك المكان رأى آثار النعم ولم يجد أحداً منهم، فأرسل نفراً من أصحابه إلى أعلى الوادي وانتظر هو في بطنه فلقي غلاماً أسمه يسار، فسأله عن القوم، فقال لا علم لي بهم إنما أورد لخمس وهذا يوم ربيعي والناس قد ارتفعوا إلى الحياة ونحن عراب في النعم، فجمع المسلمون ما وجدوا من النعم وكانت خمسمائة بعير، فأخذ رسول الله خمسها وقسم الباقي على المسلمين، فأصاب كل واحد بعيران.

ورجع إلى المدينة بمن معه وما لبث أن بلغه أن جمعاً كبيراً من بني سليم تجمعوا ببحران وتهيؤا لقتاله، فخرج في ثلاثمائة من أصحابه إليهم، حتى إذا كانوا دون بحران بليلة لقيهم رجل من بني سليم فسأله النبي (ص) عنهم فأخبره أنهم تفرقوا لما بلغهم خروجه إليهم، وهكذا كان الأعراب يجتمعون بقصد غزو المدينة وقتال المسلمين، وعندما يبلغهم أن النبي (ص) قد اتجه نحوهم بمن معه من المسلمين يتفرقون ويعتصمون برؤوس الجبال وبطون الأدوية خوفاً منه ومن أصحابه في أكثر الغزوات.

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *