قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يوم الجمعة سيد الأيام يضاعف فيه الحسنات ويرفع فيه الدرجات ويستجاب فيه الدعوات، ويكشف فيه الكربات ويقضى فيه الحوائج العظام وهو يوم المزيد لله، فيه عتقاء وطلقاء من النار، ما دعا فيه أحد من النار وعرف حقه وحرمته إلا كان حقاً على الله تعالى أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار، فإن مات في يومه أو ليلته مات شهيداً، وبعث آمناً، وما استخف أحد بحرمته وضيع حقه إلا كان حقاً على الله تعالى أن يصليه نار جهنم إلا أن يتوب.
وفي خبر طويل لما سُئل النبي صلى الله عليه وآله عن الأيام قال: سألتني عن يوم الجمعة، فقال نعم يا رسول الله، قال صلى الله عليه وآله، تسمية الملائكة في السماء يوم المزيد، يوم الجمعة يوم خلق الله فيه آدم، يوم الجمعة أسكن الله فيه آدم الجنة، يوم أسجد الله ملائكته لآدم، يوم الجمعة جمع الله فيه لآدم عليه السلام حواء، يوم الجمعة يوم غفر ذنب آدم، يوم الجمعة يوم قال الله تعالى للنار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم، يوم الجمعة يوم فدى الله فيه إسماعيل بذبح عظيم، يوم الجمعة يوم خلق الله فيه السموات والأرض وما بينهما، يوم الجمعة يوم يتخوّف فيه الهول وشدّة القيامة والفزع الأكبر تقوم الساعة، يوم الجمعة ما بين الظهر والعصر ما من ملك مقرّب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا برّ ولا بحر إلاّ وهنّ يشفعن من يوم الجمعة إلى أن تقوم فيه الساعة، وفيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم، سأل الله شيئاً إلا أعطاه.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّما سمّيت الجمعة جمعة لأن الله تعالى جمع فيها خلقه لولاية محمد ووصيه عليهم الصلاة والسلام، في الميثاق فسماء يوم الجمعة لجمعة في خلقه.
وقال الصادق عليه السلام: من مات منّا بين زوال الشمس يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين أعاذه الله من ضغطة القبر.
وقال الباقر عليه السلام: إذا كان حين يبعث الله العباد، أتى بالأيام يعرفها الخلائق باسمها وحليتها، يقدمها يوم الجمعة له نور ساطع، يتبعه سائر الأيام، كأنها عروس كريمة ذات وقار، تهدى إلى ذي حلم ويسار، ثم تكون الجمعة شاهداً وحافظاً لمن سارع إلى الجمعة، يدخل المؤمنون إلى الجنة على قدر سبقهم إلى الجمعة.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ليلة الجمعة ليلة غراء، ويومها يوم أزهر، ومن مات ليلة الجمعة كتب الله له براءة من ضغطة القبر، ومن مات يوم الجمعة كتب الله له براءة من النار.
وعن أبي عبدالله عليه السلام إنه قال: إنّ الله اختار من كلّ شيء شيئاً واختار من الأيام يوم الجمعة.
وسُئل عليه السلام عن الشمس كيف تركد كل يوم ولا يكون لها يوم الجمعة ركود، قال: لأن الله تعالى جعل يوم الجمعة أضيق الأيام، فقيل له ولم جعل أضيق الأيام، قال: لأنه لا يعذّب المشركين في ذلك اليوم لحرمته عنده.
وعن عليه السلام قال: إنّ العبد المؤمن ليسأل الله الحاجة فيؤخر قضاءها إلى يوم الجمعة، لخّصه بفضل يوم الجمعة.
وعنه عليه السلام: من وافق منكم يوم الجمعة فلا يشغلن بشيء عن العبادة فإنّ فيه يغفر الله للعباد وينزل عليهم الرحمة.
وعنه عليه السلام قال: الصدقة ليلة الجمعة ويومها بألف، والصلاة على محمد وآله ليلة الجمعة ويوم الجمعة بألف من الحسنات ويحطّ الله ألفاً من السيئات، ويرفع ألفاً من الدرجات، فإن المصلي على محمد وآله في ليلة الجمعة يزهر نوره في السموات إلى يوم القيامة، وإن ملائكة الله في السموات يستغفرون له ويستغفر له الملك الموكّل بقبر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن تقوم الساعة.
ويستحب في يوم الجمعة دخول الحمام والغُسل وحلق الرأس وتقليم الأظافر ويكره السفر فيه قبل الزوال لمكانة الصلاة، وبعد الزوال يكون السفر فيه مباركاً، وفي بعض الأخبار أنّ فيه ساعة من احتجم فيها هلك فلذا كُره فيه الحجامة، وفي بعض الأخبار تخصيص الكراهة بوقت الزوال، وهو يوم نكاح وتزويج والتطيب فيه ممدوح ولبس الثياب الجديدة وشراء الثمار فيه للأهل، ويُكره فيه النورة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس خصال تورث البرص النورة يوم الجمعة ويوم الأربعاء، والتوضؤ والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس، والأكل على الجنابة، وغشيان المرأة في حيضها، والأكل على الشبع.
وعنه صلى الله عليه وآله: اطرقوا أهاليكم في كلّ جمعة بشيء من الفاكهة واللحم حتى يفرحوا بالجمعة.
وعنه صلى الله عليه وآله: من قلّم أظفاره يوم الجمعة أخرج الله من أنامله الداء وأدخل فيه الدواء.
وعن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: من أخذ شاربه وأظفاره كلّ يوم جمعة، وقال حين يأخذه بسم الله وبالله وعلى سنّة محمد وآل محمد، لم يسقط من قلامة ولا جزازة إلاّ كتب الله له بها عتق نسمة ولم يمرض إلاّ مرضه الذي يموت والجمعة له من الكواكب الزهرة، وله برجان الثور والميزان، ملكه العلوي عينائيل والسفلي الأبيض وكنيته أبو الجن زوبعة.