هي أول شجرة استقرت على وجه الأرض، وهي شجرة مباركة لا توجد إلا في الأماكن الحارة، قال أبي عبدالله عليه السلام قال: استوصوا بعمتكم النخلة خيراً فإنها خلقت من طينة آدم ألا ترون أنه ليس شيء من الشجرة يلقح غيرها.
وهي تشبه الإنسان من حيث استقامة قدها وطولها، وامتياز ذكرها من بين الإناث، واختصاصها باللقاح، ورائحة طلعها كرائحة المني، ولطلعها غلاف كالمشيمة التي يكون الولد فيها، ولو قطع رأسها ماتت، ولو أصاب جمارها آفة هلكت، والجمار من النخلة كالمخ من الإنسان، وعليها الليف كالشعر في الإنسان، وإذا تقاربت ذكورها بين إناثها ألقحتها بالريح، وربما قطع الفها من الذكور فلا تحمل لفراقه، وإذا دام شربها للماء العذب تغيرت، وإذا سقيت الماء المالح أو طرح الملح في أصولها حسن ثمرها.
ويعرض لها أمرض مثل أمراض الإنسان: منها الغم، وعلاجه أن يقطع من أسفلها قدر ذراعين ثم تخلل بالحديد.
والعشق وهو ان تميل شجرة إلى أخرى فيخف حملها وتهزل، وعلاجها أن يشد بينها وبين معشوقها الذي مالت إليه بحبل أو يعلق عليها سعفة منه، أو يجعل فيها من طلعه.
ومن أمراضها منع الحمل، وعلاجه أن تأخذ فأساً وتدنو منها وتقول لرجل معك: أنا أريد أن أقطع هذه النخلة لأنها منعت من الحمل، فيقول الرجل لك: لا تفعل فإنها تحمل في هذه السنة فتقول: لا بد من قطعها، وتضربها ثلاث ضربات بظهر الفأس، فيمسكها الرجل الذي معك ويقول: بالله لا تفعل فإنها تثمر في هذه السنة فاصبر عليها ولا تعجل، وإن لم تثمر فاقطعها، فتمر في تلك السنة وتحمل حملاً طائلاً.
ومن أمراضها سقوط الثمرة بعد الحمل، وعلاجه أن يتخذ لها منطقة من الأسرب وهو الرصاص فتطوق به فلا تسقط بعدها، أو يتخذ لها أوتاداً من خشب البلوط ويدفنها حولها في الأرض. عجيب أمرها أنك إذا أخذت نوى تمر من نخلة واحدة، وزرعت منا ألف نخلة، جاءت كل نخلة منها لا تشبه الأخرى.
ومن مرات ثمره التمر وهو حار يابس يقطع السعال المزمن وأوجاع الصدر، ويستأصل شأفة البلغم خصوصاً إذا أكل على الريق، ويغذي كثيراً ويولد الدم القوي ويصلح أوجاع الظهر وإذا أكل على الريق قتل الدود الذي في المعدة، ويقوي الكلى المهزولة، والله أعلم