حيوان كثير الوفاء والذكاء، دائم السهر يخدم كثيراً ويحرس صاحبه من اللصوص والأعداء فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: طوبي لمن كان عيشه كعيش الكلب ففيه عشر خصال، فينبغي أن تكون كلها في المؤمن، أولها ليس له مقدار بين الخلق وهو حال المساكين، وثانيها أن يكون فقيراً ليس له مال ويكون صفة المجردين، وثالثها ليس له مأوى معلوم والأرض كلّها بساط له وهو من آداب المتوكلين، ورابعها أكثر أوقاته جائعاً وهو من آداب الصالحين، وخامسها إن ضربه صاحبه لا يترك بابه وهو من علامات المريدين، وسادسها لا ينام من الليل إلا اليسير وذلك صفات الخاشعين، وسابعها أن يُطرد ويجفى ثم يدعى فيجيب ولايحقد وذلك من علامات العاشقين، وثامنها أكثر عمله السكوت وذلك من علامات المرتاضين، وتاسعها يرضى بما يدفع إليه صاحبه وهو حال القانعين، وعاشرها إذا مات لم يبق له شيء من الميراث وهو من مناقب الزاهدين.
وللكلب عداوة متأصلة مع السباع، وذلك للعلة التي ذكرها رسول الله (ص)قال: لما أهبط الله عز وجل آدم وحواء إلى الأرض، فقال لهم إن طيرين قد وقعا من السماء لم ير الراؤون أعظم منهما، تعالوا فكلوهما، فتعادت السباع معه، وجعل إبليس يحثهم ويسيح ويعدهم بقرب المسافة، فوقع من فيه من عجلة كلامه بزاق، فخلق الله عز وجل من ذلك البزاق كلبين أحدهما ذكر والآخر أنثى، فقاما آدم وحواء، الكلبة بجدة والكلب بالهند، فلم يتركوا السباع أن يقربوهما ومن ذلك اليو مالكلب عدو السبع والسبع عدو الكلب.
ومن خواص الكلب، إذا رمى إنسان كلباً بحجر فأخذه الكلب بفمه ثم ألقاه، فذلك الحجر إن ترك في برج الحمام هرب منه، ومن مسك لسان الكلب الأسود في يده لم تنبح عليه الكلاب، وإذا أخذت قرادة من أذن الكلب وأمسكها إنسان خضعت له الكلاب كلها حتى المأخوذ منه، والله أعلم.