وهو أحس الحيوانات شكلاً وأرشد الدواب عدواً وذكاءً، ويقال لها الفرس لأنها تفترس الأرض بسرعة مشيها، ويقال لها الخيل لخيلائها في مشيها وكل من يركب عليها يورث الخيلاء ويقال لها الجواد لأنه يجود بنفسه في عدوه ونجاة صاحبه، وله خصال حميدة في الكرم والشرف وعلو الهمة وقبول التعليم، ومن الخيل مالا يبول ولا يورث مادام الراكب عليه، ومن الخيل ما يعرف صاحبه ولا يمكن غيره من ركوبه، وقال النبي (ص): الخبر معقود بنواصي الخيل، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: أوحى الله تعالى إلى ريح الجنوب أني أخلق منك خلقاَ أجعله عزاً لأوليائي ومذلةً لأعدائي وجمالاً لأهل طاعتي، فقالت الريح: أخلق يا رب منها قبضة فخلق فرساً ثم أوحى الله إليه جعلت الخير معقوداً بناصيتك وأيدتك على غيرك من الدواب، ولما خلق واستوت قوائمه على الأرض صهل فقال الله عز وجل، أذّل بصهيلك المشركين وأملاً منه آذانهم وأرعب به قلوبهم وأذّل به أعناقهم.
ومن خواصه، إذا علق سن الفرس العربي على صبي سهل طلوع أسنانه بلا ألم، وإذا وضع سنة تحت رأس من يغط في النوم انقطع غطيطه، وإذا أخذت شعرة من ذنب الفرس وجعلت على باب البيت ممدودة عرضاً لم يدخل ذلك البيت بقّ ما دامت الشعرة كذلك، وإذا سقيت امرأة لبن فرس وهي لا تعلم أنه لبن فرس وجامعها زوجها من ساعتها حملت بإذن الله، وحافر الفرس الشموس تدفن في الدار تهرب عنها الفأرة، والله أعلم.