{جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير}(سورة فاطر).

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلق ملكاً في صورة ديك أبح أشهب، براثنه في الأرضين السابعة السفلى،  وعرفه مثني تحت العرش، له جناحان، جناح في المشرق وجناح في المغرب واحد من نار، والآخر من ثلج، فإذا حضر وقتت الصلاة قام على براثنه ثم رفع عنقه من تحت العرش، ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديوك في منازلكم، فلا الذي من النار يذيب الثلج، ولا الذي من الثلج يطفئ النار، فينادي أشهد أن لا إله إلا الله وحده  شريك له وأشهد أن محمداً (ص)، عبده وسيد النبيين، وان وصيه سيد الوصيين، وأن الله سبوح قدوس رب الملائكة والروح، قال فتخفق الديكة بأجنحتها في منازلكم.

وعن النبي صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى ديكاً رجلاه في تخوم الأرض السابعة، ورأسه عند العرش، ثاني عنقه تحت العرش، ولذلك الديك جناحان إذا نشرهما جاوز المشرق والمغرب، فإذا كان في آخر الليل نشر جناحيه، وخفق بهما وصرخ بالتسبيح، يقول سبحان الملك القدوس الكبير المعتال القدوس لا إله إلا هو الحي القيوم، فإذا فعل ذلك سبحت ديكة الأرض وخفقت بأجنحتها وأخذت في الصراخ، فإذا سكت ذلك الديك في السماء سكتت الديكة في الأرض فإذا كان في بعض السحر نشر جناحيه فجاوز المشرق والمغرب، وخفق بهما وصرخ بالتسبيح، سبحان الله رب العرش الرفيع، فإذا فعل ذلك سبحت ديكة الأرض، فإذا هاج هاجت الديكة في الأرض تجاوبه بالتسبيح والتقديس لله عز وجل، ولذلك الديك ريش أبيض كأشد بياض، رأيته قط فما زلت مشتاقاً إلى أن أنظر إلى ريش ذلك الديك.

وعنه صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى ملكاً من الملائكة، نصف جسده الأعلى نار، ونصفه الأسفل ثلج، فلا النار يذيب الثلج، والا لثلج يطفئ النار، وهو قائم ينادي بصوت له رفيه، سبحان الذي كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج، وكف برد  هذا الثلج فلا يطفئ النار، اللهم يا مؤلفاً بين الثلج والنار، ألف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك.

وسئل أبو عبدالله (ع) هل في السماء بحار؟ قال: نعم أخبرني أبي، عن أبيه، عن جده (ع) قال قال رسول الله (ص): إن في السماوات السبع بحاراً عمق أحدها مسيرة خمسمائة عام، فيها ملائكة قيام منذ خلقهم الله عز وجل، والماء إلى ركبتهم، ليس فيهم ملك إلا وله ألف وأربعمائة جناح، في كل جناح أربعة وجوه، وفي كل وجه أربعة ألسن، ليس فيها جناح ولا وجه ولا لسان ولا فم إلا وهو يسبح الله عز وجل بتسبيح لا يشبه منه نوع صاحبه.

وقال أمير المؤمنين (ع): إن لله تبارك وتعالى ملائكة لو أن ملكاً منهم هبط الأرض ما وسعته لعظم خلقه وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كلفت الجن والإنس أن يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يوصف من ملائكة، من سبعمائة عام ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يسد الأفق بجناح من أجنحته دون عظم دنه، ومنهم من السماوات إلى حجزته، ومنهم من لو ألقي في نقرة إبهامه جميع المياه لو سعتها، ومنهم من لو ألقيت السفن في دموع عينه لجرت دهر الداهرين، فتبارك الله أحسن الخالقين.

وعن أبي عبدالله (ص) قال: إن لله تبارك وتعالى ملكاً ما بين شحمة أذنه إلى عنقه مسيرة خمسمائة عام خفقان الطير.

وعن النبي (ص) قال: لما كانت ليلة المعراج نظرت تحت العرش أمامي، فإذا انا بعلي بن أبي طالب (ع) قائم أماي تحت العرش يسبح الله ويقدسه، قلت يا جبرائيل سبقني علي إبن أبي طالب، قال: لا، لكني أخبرك يا محمد أن الله عز وجل يكثر من الثناء والصلاة على علي بن أبي طالب فوق عرشه، فاشتاق إلى رؤية علي بن أبي طالب (ع) فخلق الله هذا الملك على صورة علي إبن أبي طالب تحت عرشه لينظر إليه العرش، وسكن شوقه، وجعل تسبيح هذا الملك وتقديسه وتحميده ثوابا لشيعة أهل بيتك يا محمد.

وعن النبي (ص) قال:إن لله تبارك وتعالى ملكاً يقال له دردائيل، كان له ستة عشر ألف جناح ما بين كل جناح إلى الجناح هواء، والهواء كما بين السماء والأرض، فجعل يوماً يقول في نفسه أفوق ربنا جل جلاله شيء، فعلم الله تبارك وتعالى ما قال، فزاد أجنحة مثلها، فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح ثم أوحى إليه أيها الملك عدّ إلى مكانك فأنا عظيم فوق كل عظيم وليس فوقي شيء.

وعنه (ص) قال : إن لله تبارك وتعالى ملائكة ليس شيء من أطباق أجسادهم إلا هو يسبح الله تعالى ويحمده من ناحية، بأصوات مختلفة، لا يرفعون رؤوسهم إلى السماء ولا يخفضوا إلى أقدامهم من البكاء والخشية لله عز وجل.

وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده الحسين بن علي (ع) أن النبي (ص): كان في بيت أم سلمة، إذ هبط عليه ملك له عشرون رأساً في كل رأس له ألف لسان، يسبح الله ويقدسه بلغة لا تشبه الأخرى، راحته أوسع من سبع سموات وسبع أرضين، حسب النبي (ص) أنه جبرائيل، فقال: يا جبرائيل لم تأتني في مثل هذه الصورة قطّ، فقال: ما أنا جبرائيل أنا صرصائيل بعثني الله إليك لتزوج النور من النور، قال النبي (ص) من ممن؟ قال: ابنتك فاطمة من علي بن أبي طالي، قال: فزّوج النبي فاطمة من علي بشهادة جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وصرصائيل، قال: فنظر النبي (ص) إذا بين كتفي صرصائيل مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله نبي الرحمة علّي بن أبي طالب مقيم الحجة، فقال النبي (ص): يا صرصائيل منذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ قال: من قبل أن يخلق الدنيا باثنتي عشر ألف سنة.

وروي أن الرعد ملك أكبر من الذباب وأصغر من الزنبور.

ومن دعاء علي بن الحسين عليه السلام: اللهم وحملة عرشك الذين لا يفترون من تسبيحك ولا يسأمون من تقديسك ولا تستحرون عن عبادتك، ولا يؤثرون التقصير على الجد في أمرك، ولا يغفلون عن الوله إليك، وإسرافيل صاحب الصور الشاخص الذي ينتظر من الأذن وحلول الأمر، فينبه بالنفخة صرعى رهائن القبور، وميكائيل ذو الجاه عندك والمكان الرفيع من طاعتك، وجبرئيل الأمين على وحيك، والمطاع في أهل سماواتك، المكين لديك، المقرب عندك، والروح الذي هو على ملائكة الحجب، والروح الذي هو من أمرك، اللهم فصل عليهم وعلى الملائكة الذي من دونهم من سكان سماواتك وأهل الأمانة على رسالاتك، والذين لا يدخلهم سامة من دؤب و إعياء من لغوب و فتور، ولا يشغلهم عن تسبيحك الشهوات ولا يقطعهم عن تعظيمك سهر الغفلات، الخشع الأبصار، فلا يرمون النظر إليك، النواكس الأعناق الذين قد طالت رغبتهم فيما لديك، النواكس الأعناق الذين قد طالت رغبتهم فيما لديك، المستهتون بذكر آلائك والمتواضعون دون عظمتك وجلال كبريائك، لديك، المستهترون بذكر آلائك والمتواضعون دون عظمتك وجلال كبريائك، والذين يقولون إذا نظروا إلى جهنم تزفر على أهل معصيتك  سبحانك ما عبدناك حق عادتك، فصل عليهم وعلى الروحانيين من ملائكتك، وأهل الزلفة عندك، وحملة الغيب إلى رسلك والمؤمتمنين على وحيك، وقبايل الملائكة الذي أختصصتهم لنفسك وأغيتهم عن الشراب والطعام بتقديسك،  وأسكنتهم بطون أطباق سمواتك والذين هم على أرجائها إذا نزل الأمر بتمام وعده، وخزان المطر وزواجر السحاب، والذي بصوت زجره يسمع زجل الرعود، وإذا سبحت به حفيفة السحاب إلتمع صواعق البروق، ومشيع الثلج والبرد والهابطين مع قطر المطر إذا نزل، والقوام على خزائن الرياح، والمؤكلين بالجبال فلا تزول، عرفتهم مثاقيل المياه، وكيل ما تحويه لواعج الأمطار وعوالجها، ورسلك من الملائكة إلى الأرض بمكروه ما يزل من البلاء ومحبوب الرخاء والسفرة الكرام، البررة والحفظة الكرام الكاتبين، وملك الموت وأعوانه ومنكر ونكير، ومبشر وبشير، ورومان فتان القبور ، والطائفين بالبيت المعمور، ومالك، والخزنة، ورضوان، وسدنة الجنان، والذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون، والذين يقولون سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، والزبانية، الذين إذا قيل لهم خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه إبتدروه سراعاً، ولم ينظروه، ومن أوهمنا ذكره ولم نعلم مكانه منك وبأي أمر وكلته ، وسكان الهواء والماء، ومن منهم على الخلق، فصل عليهم يوم تأتي كل نفسٍ معها ساقٌ وشهيد، وصل عليهم صلاة تزيدهم كرامتهم وطهارة على طهارتهم، اللهم وإذا صليت على ملائكتك ورسلك وبلغتهم صلواتنا فصل علينا بما فتحت لنا من حسن القول فيهم إنك جواد كريم.

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *