إنّ من بدائع وعجائب صنع الله الأحجار، وذلك لكمون الخواص والمنافع التي خفي معظمها على عقل الإنسان هي في أدنى مراتب الوجود.
فالحجر له إحساس وشعور وحياة وممات، وهذا الإحساس يكون في رتبة الجمادات وقد أثبتنا ذلك بموضوع تسبيح المخلوقات. وإنّ من أسباب تولد الأحجار هي الأبخرة والأدخنة التي تنتج في باطن الأرض بقوة الحرارة العالية، ثم تصلب هذه المواد، ومن ثم تجف، وعلى حسب نوعية المواد وتفاعلها واتحادها ينتج حجر أو معدن تام التركيب، ومن الأحجار ما يتولد من النبات كالكهرباء و السندروس وما أشبه، ومنها ما يتولد في داخل الحيوان أو فعل خارجي يقوم به الحيوان يتولد من الحجر، ومن الأحجار ما يتولد في داخل الحيوان أو فعل خارجي يقوم به الحيوان يتولد منه الحجر، ومن الأحجار ما يتولد من الجن أو كان أصله جن، كما نقل أنّ نبي الله سليمان بن داود عليه السلام قيدّ بعض الجن في الأحجار، وأنّ هناك نوعاً من الجن يخاف الذئب، فإذا رآه قريباً منه تحول حجراً لخوفه منه، ومن الأحجار ما ينزل من السماء كما في الحجر الأسود.
وأمّا منافع الأحجار الباطنة فلها عدّة أسباب، منها كرامة من الله تعالى للحجر لسبقه بالإقرار على غيره لله، فعن أبي عبدالله عليه السلام قال: بالنبوة, ولعلي عليه السلام بالوصية، وثم تأتي الأحجار على حسب ترتيبها بالإقرار.
وتختلف خواص الأحجار باختلاف البقعة التي يتولد منها والكواكب المشرقة عليها حين تولدها، وأيضاً تختلف باختلاف طبيعتها، فالحجر يكون أكثر تأثيراً وفائدة إذا كانت طبيعته توافق طبية حامله.
وفي بعض الأحجار لها توكيل لخادم يخدمها، إنس كان أو جن أو شيطان وذلك على حسب رتبة الحجر، فمن هذه الأحجار حجر يسمى بحجر مراد وهذا الحجر تتبع الشياطين حامله يعلمونه بما أراد، ولهذه العلة تعدم الفائدة في بعض الأحجار أو ربما تنعكس الفائدة على حامله في الأيام الأولى من حمله وذلك لعدم قبول الخادم حاملها، وهكذا إلى أن يتماشى الخادم ويتوافق مع حامل الحجر ومن ثم تظهر فوائد خواص الحجر، وهذه الصفة أغلب ما تكون في الأحجار السلمانية والسلطانية..
ولنذكر من ذلك كلّه ما كان سهل الوجود عجيب الخواص والله الموفق.