قال مولانا الصادق عليه السلام في خبر: وسكب الدراهم في حجره، فأعطى منها قبضة كانت ثلاثة وستين أو ستة وستين- إلى أم أيمن لمتاع البيت، وقبضة إلى أسماء بنت عميس للطيب، وقبضة إلى أم سلمة للطعام، وأنفذ عماراً وأبا بكر وبلالاً لا بتياع ما يصلحها، وكان مما اشتروه
1. قميص بسبعة دراهم.
2. خمار بأربعة دراهم.
3. قطيفة سوداء خيبرية.
4. سرير مزمّل بشريط.
5. فراشان من خيش مصر حشو أحدهما ليف حشو الآخر من جز الغنم.
6. أربع مرافق من أدم الطائف حشوها إذخر.
7. ستراً من صوف.
8. حصير هجري.
9. رحاء اليد.
10. سقاء من أدم.
11. مخضب من نحاس.
12. قعب للبن.
13. شن للماء.
14. مطهرة مزفتة.
15. جرّة خضراء.
16. كيزان خزف.
17.نطع من أدم.
18. عباء قطواني.
19. قربة ماء.
وكان من تجهيز علي داره انتشار رمل لين، ونصب خشبة من حائط إلى حائط للثياب، وبسط إهاب كبش، ومخدّة ليف.
(نظرة خاطفة للترف المعاصر)
نعم كان هذا جهاز ابنة الرسالة وأثاث بيتها عليها السلام وهي من هي فاطمة وما أدراك ما فاطمة. كان بإمكان رسول الإنسانية أن يجعل من ابنة حديث الأيام والتاريخ وهي وحيدته في دار الدنيا، ولكن صلى الله عليه وآله وسلم أبى إلاً أن تعيش ابنته الزاهدة العابدة حياة الشظف من العيش الهينيء، لتواسي مثيلاتها من النساء الفقيرات المتحدّ رأت من أدنى البيوتات ولتصبح مثلاً رائعاً للحياة البسيطة البعيدة عن الاستغراق في حب الدنيا إلى حدّ العبادة الاستغراق في المتاع الزائل، الذي يملك على الإنسان كل حياته، وينسيه أمر آخرته.
فما عسى المرأة المؤمنة إلاً أن تحلق بروحها نحو العروج إلى الله تعالى، وإن تعتبر نفسها صنيفة دخلت من باب دار وخرجت من الباب الآخر.
لرجال صالحين يؤدون أدوارهم الحقيقيين خدمة لدينهم الحنيف وللإنسانية جمعاء.
لا تغرها الدنيا بمفاتنها لتصبح فخاً من فخاخ الشيطان الرجيم، أو مصدر غواية لرجال لأهدين وراء اللّذة المحّرمة.
تقتنع بما ساقه الله تعالى لها من رزق في هيئة زوج صالح يكدح ليل نهار لإسعادها فإذا أقبلت عليها الدنيا فهي هي، وأن أدبرت عنها
في هي.
وكل المهم عندها هو زوج يحترمها كامرأة لها من الحقوق كما له من الواجبات وبالعكس. ولا تفكر ابداً كما تفكر به المرأة الغربية من تملك للرجل وجعله عبداً يركع أمام طلباتها من أجل ليلة لقاء مشوبة بآلاف الآلام؟!
والآن تعال معي نقارن بين جهاز وأثاث بيت الصديقة الطاهرة عليها السلام وبين جهاز وأثاث بيت نساء المسلمين اليوم، النساء المتغرّبات المبهورات بنساء الغرب.
المطلوب
المهر: رقم فلكي فإن لم تطلبه الفتاة بالفعل للحياء، طلبه الأب المغالي، ناهيك عن المؤجل.
فيلا طابقين مؤثثة بالأثاث الأمريكي.
غرفة نوم 1000دينار على منصة داخل الحجرة يصعد إليها بسلالم.
غرفة طعام تستوعب طاولتها وكراسيها ثلاثون شخصاً.
مكتبة منزلية وسط القاعة مليئة بأفخر التحف الشرقية والغربية من الساج الأفريقي.
مطبخ فرنسي ماركة (دِ ببويه).
أدوات مطبخ كرستال صيني وتيفال فرنسي.
خادمة وطباخ وسائق وسيارة شفروليه حجم عائلي.
مدارس خاصة للأولاد.
ملابس من أرقى دور الأزياء وأشهرها كل شهرين.
عمارة من ثلاثة أدوار للإستثمار خشبية ضيم الزمان.
تغيير للديكور والأثاث كل سنتين.
عضوية في جمعية نسائية متعلمنة
أشهر العطورات والإكسسوارات كل ثلاثة أشهر.
وماذا بعد؟
وعلى فرض التمكن من كل هذه الدنيا، ماذا بقي لله في ظل أجواء لو نالتها رابعة العدوية المتصوفة لمال قلبها؟
وكم سيعيش المرء في دار الدنيا من شباب كي ينفقه في طلبات لا حدّ لها ولا حصر؟ فأيهما أفضل عندك قصرًُ مشيد وقلب رجل هائم في أدوية صارعة العشاق- الدنيا- أم كوخ صغير أو بيت متواضع على أقل التقادير مع رجل يحبك ويأخذ بيدك نحو ضفة الآخرة. لا تملكه زخارف الدنيا ولا يعتبرك إلاّ شريكه حياة ودرب في هذا السجن. معه على الحلوة والمرّة.
فما عليك إلاّ الصبر هنيئة هنا عن تلكم الطلبات التعجيزية التي لا تتقارن بلذائذ وطيبّات عالم الحقيقة- الآخرة.
وسوف ترين غذاً بأم عينيك ما يعده الله للصابرات.
وأنا أعلم والكل يعلم بأنه ليست لكِ القدرة والطاقة على تحملّ ما تحملّه فاطمة عليها السلام من مشارق فتلك سيدة نساء العالمين ولم تحصل على هذا الوسام جزافاً ولكن لتكن قدوتك فيما تقدرين وتطيقين على الأقل، وكيف كان ليكن همك هو الزوج الصالح أولاً والغني والثروة لا تعني أن يقلد المرء مجتمعاً منغمس في أو حال الرذيلة والإنحراف من قمة رأسه إلى أخمص قدميه.
المال ربما لا يأتي إلاّ في المرتبة الرابعة من مواصفات شريك العمر، وربما لا تفكر به أصلاً من كانت فاطمة الزهراء عليها السلام استاذة وقدوة لها والجاه الإجتماعي المزيف في أكثر بيوت المترفين يخفي وراءه مصائب وويلات أدناها التفكك الأسري وأكبرها البعد عند الله تعالى للإستغراق والذوبان في حب الدنيا الذي هو شوك طريق السالك إلى الله تعالى ومنشأ جميع المصيبات كما يعبر روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله علي سيدنا محمد وآله الطاهرين.