🌹رآئعة أمير المؤمنين علي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام في البصيرة.
قاله لحواريه كميل بن زياد النخعي رضوان الله عليه في صفة العلمآء الربانيون.
🌷هجم بهم العلم على حقيقة 🦋 البصيرة 🦋وباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى آهٍ آهٍ لرؤيتهم.
بهذه القطعة العلوية التي يفوق وزنها ذهبا بل وأين منها كل كنوز الدنيا سوف ألج محور امتحان البصيرة تبركا بحوله تعالى وجعلها مدخلا لما ينبغي أن يكون عليه المتلبس بالعلم حين يقرر النزول لمضمار الهداية والتبليغ.
يقول عليه السلام: هجم بهم العلم_ وما أروعه من توصيف _ أي بعد أن بلغوا مرتبة العلم الذي شأنه أن يصنفوا “بالربانيين” ووصولهم إلى مرحلة حق اليقين بعد طي مرحلتي علم اليقين وعين اليقين ان يبلغوا فهم معنى حقيقة البصيرة.وباشروا معطوفة على هجم من حيث الروعة في التوصيف حيث تستبطن المبادرة أي بعد الهجوم السريع لعلمهم ووقوفهم على معنى البصيرة تعقبته مباشرة فهم روح اليقين الذي ما بعده يقين ثم بدأت رحلة العمل ببصيرة فاستلانوا ما استوعره المترفون أي ما كان بنظر المترفين خشنا وصعبا في فهم حقائق الدين والدنيا والآخرة كان عندهم لينا سهلا .فهم في أنس معنوي عظيم كبير لذيذ لا يعلم لذته إلا من عرف حقيقة التفريق بين اللذة المعنوية التي تنعش العقل والروح وبين اللذة الحسية الآنية التي تزول لذاتها وتبقى تبعاتها.أما الجاهلون فمن الطبيعي أن يستوحشوا من العلم وذلك للمشهورة ” من فقد علما فقد فقد حسا” ولذلك تراهم متلفعون بخطيئة الحسد لإهل العلم وما آتاهم الله من فضله.والجاهل في وحشة دآئما لضيق صدره وتنكبه عن الصواب والحق .أما أولئك الربانيون فهم في سرور وأنس دآئمين لما وصلت إليه بصيرتهم من فهم دقآئق العلم .فكانوا كالناس ظاهرا ابدان فقط وفقط في هذه الدنيا ولا يعلم حقيقة أرواحهم القدسية المتعلقة بالمحل الأعلى ألا بارئها.
صحبوا الدنيا صحبة ظاهرية لا صحبة استغراق وعشق وإنما لإنها دار تكليفهم في عبادة ربهم على جهة البصيرة التي تعني الحقيقة.أما أرواحهم فهي معلقة وأتصور مراده عليه صلوات وسلام ذي الجلال “متعلقة” بتعدية الفعل” تعلق” ولكن الحق يقال بأن معلقة أبلغ من متعلقة من لسان ملك البلاغة عليه الصلوات المضاعفة وأين موقعي أنا بآئر الفكر من موقعه؟أي: علقها الله محبوبهم لاستبطانها الرعاية الخاصة منه عز وجل.ولا بأس من المصير إلى متعلقة إذا رددنا المعنى إلى متشوقة أي: في شوق دآئم إلى المحل الأعلى نتيجة ما وصلوا إليه من مقامات بصائرية إلى حد مرحلة حق اليقين الذي ما بعده يقين بحيث لو كشف لهم الغطآء ماازدادوا يقينا مثله صلوات الله وسلامه عليه مع فارق العصمة المطلقة واليقين الذي لا يدانيه يقين ويقينهم المبتني على المقدمات والأقيسة والنتآئج الكسبية طبعا.
آهٍ آهٍ لرؤيتهم…..تحسر منه عليه السلام وزفرة على رؤيتهم بل قل: تشوق لملاقاتهم .فهم كالكبريت الأحمر من حيث ندرتهم.لإنهم أصحاب البصآئر الثابتة التي لا تعصف بها نوازل الفتن الفكرية ولا تستهويهم أو تطمسهم الأنفس التي تخلد إلى الأرض .
وفيه دلالة على غربته الروحية صلوات الله وسلامه عليه حيث يقول: “إن هاهنا لعلم جما لو أصبت له حملة”حيث فقد المشاكل له في البصيرة مع الفارق بالتأكيد كسلمان وعمار وأبي ذر والمقداد .
فهل نحن من أولئك الذين عناهم مقتدانا ؟!
كي ننزل لميدان الهداية والتبصير؟!هل نملك مثل مؤهلاتهممن هجوم العلم على حقيقة البصيرة.مباشرة روح اليقين.استلانة ما استوعره المترفون.الأنس بما استوحش منه الجاهلون.صحبة الدنيا بأبدان معلقة بالمحل الأعلى.
وقد غزت جحافل جيوش الشيب الأبيض مفارق رؤوسنا ولم نخط خطوة واحدة في صراعنا مع النفس ومع امنيات الزعامةوعشق الجماهير؟!
وهاهنا الإمتحان الذي يكرم المرء أو يهان.
فلعمري ما أشقه وأصعبه من امتحان على المتلبس بالعنوان مجازا أوحقيقة وخصوصا مع فقدان البصيرة.
أو ليست البصيرة تعني: البينة والدليل من الرب أعني بها شمول الرعاية الخاصة .نبصر بها الهدى من الضلالة ونميز بها بين الحق والباطل من المصدرين الشريفين الكتاب والسنة المطهرة والمخزون الفكري المستند على هدي السيرة العملية للمعصوم عليه السلام فيما جرى عليه وله طيلة عمره الشريف؟ أليست هي نور القلب وعقيدته وهي الدلالة التي يستبصر بها الشيء على ما هو عليه؟
إذن لماذا نخفق في امتحان البصيرة وننجح بامتياز في التحصيل الكسبي في المنقول والمعقول؟!وعليه:
فما هي مناشيء ذلك الإخفاق في امتحان البصيرة؟
هل هي ذاتية؟هل هي خليط بين الذاتية وعوامل أخرى كضعف القابل مثلا بالرغم من قوة الفاعل؟هل أن الخلل راجع إلى الأساليب ؟هل هي مجتمعة؟
هذا ما سوف يستبين من خلال حديثنا عن النزول الميداني للمتلبس بالعنوان وما ينبغي عليه من التسلح بعنوان البصيرة عمليا واستفادته وتقويم الخلل من واقع تجاربه وتجارب الأقران