🐝🌹🦋من شذى عبق ورد بستان فاطمة الزهرآء الفواح🐝🌹🦋
🍁 جولة في ربوع حديقة عبادتها روحي فداها🍁
🎍 عن الإمام الباقر عليه السلام في حديث قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
** إن إبنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا ويقينا إلى مشاشها ففرغت لطاعة الله **.
🍂 وعن الشيخ الطبرسي قدس الله نفسه الزكية قال:
** سميت فاطمة عليها السلام بالبتول لانقطاعها إلى عبادة الله**.
🌲وقال الشيخان الديلمي وابن فهد الحلي نور الله تربتهما:
** روي أن فاطمة عليها السلام كانت تنهج في صلواتها**.
________________
* مشاشها: أي من رأسها إلى قدميها.
* النهيج: إنكسار الصوت عند البكآء.
أنى للفكر العليل والقلم المتعثر بل المكسور أن يصب دموع حبره في عجالة خاطفة كسرعة برق المنون الذي قصف زهرة ربيع عمرها المتورد اليانع عن ثمانية عشر غصنا غضا طريا قد أنحلته العبادة بفنونها من تهجد وتلاوة وتدبر وقيام ومناجاة ودعآء وبكآء وأنين ونهيج ؟
وحسرة على الوالد الرحيم الذي كان يكنيها ” بأم أبيها”
أو يبكي قلمي دما عبيطا قانيا أحمرا بل أشد احمرارا من النار التي وجها الأصحاب خلف الباب بدلا من حبر أسود كسواد يوم الهجوم على الدار وشناعة تكسير الأضلاع؟
ففي كلاهما تعثر وانكسار .
وسأعرض عن مأساتها الآن لا استنكافا مني فلمظلوميتها وما جرى عليها موسمه الخاص وإن كانت مأساتها ومظلوميتها لا تفارق البال حتما ولكنني أحاول تواضعا تجولا سريعا من ألق ذكرى سعد ولادتها الميمون على العالمين وشم زهرة من بركات أنفاس عبادتها القدسية
فأراني عاجزا عن إدراك كنه العبادة الفاطمية وذلك لإن وقوف ذلك النور الساطع لإهل الأرض كسطوع النجم لإهل السمآء لا يعلم حقيقته إلا الذي سواه.
بدن عنصري متلفع بروح إلهية.
يراه الرائي ويحسب أن قيامه وركوعه وسجوده وتسبيحه وتهليله كباقي الممكنات من الرجال والنسآء وهو عي ووهم ويؤيده قول حفيدها أبو عبد الله الصادق عليه صلوات وسلام الله الخالق في سبب تسميتها روحي فداها بفاطمة ” أن الخلق فطموا عن معرفتها” .
والفطم لغة القطع.
فكيف لمثلي وأمثالي أن يدركوا كنه عبادتها على وجه الحقيقة.
نعم يوجد في هذا الكون من يعلم كنه حقيقة عبادتها وهم بعلها وأبوها وبنيها والسر المستودع فيها لإنهم من ذات النور العرشي المسبح حوله قبل أن يخلق الله الخلق بأربعة آلاف سنة والذي أبهرأبينا آدم عليه السلام شعاعه.
وهي حجة الله على أبنائها الأحد عشر كما يقول حفيدها الإمام الهادي عليه صلوات وسلام الله الباري:
“نحن حجج الله وفاطمة حجة الله علينا” والحجية يمكن أخذها من قدوة عبادتها.
وهل لقلم مكسور أن يعي حضور قلب في الصلاة يحوي الخشوع كل الخشوع والهيام كل الهيام في الإله الواحد المعبود ؟!
وهل لقلم مكسور أن يختزل الدموع السائلات في دجى الليل البهيم أو نهيج في هدأة السحر تعجب منها أملاك السماوات وتنتشي لها طربا وربما أنت معها واستصغرت ركوعها وسجودها وقيامها وتسبيحها وتهليلها في قبالها؟!
هل يعلم قلمي المكسور بمباهاة المولى عز وجل بمن فطم الخلق عن معرفتها ملائكته قائلا:
أنظروا لأمتي فاطمة وقد صفت قدميها لي حتى تورمت كأبيها محمد صلواتي وسلامي عليه وآله الذي كان يصلي لي واقفا على أطراف أصابعه وخاطبته ب:
” طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ” بعدما أوجبت عليه القيام سحرا وناديته ب:
” يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا “
هل يعلم قلمي بهيام قلب فاطمة عمن سواه من الأغيار ومدى العشق الذي يلامس الشغاف؟!
يعلم ذلك الإيمان بالله وحقيقته واليقين به لحتى استوليا على جميع بدنها الطاهر النحيل من الرأس إلى أخمص القدمين ففرغت لعبادته؟!
وهناك فرق محتمل بين مفردة فرغت وتفرغت بالتأكيد.
ففرغت تستبطن خلوص التفرغ أي ذابت فيه كما تذوب في العبادة.
وتفرغت أي تمحضت للعبادة .
وكم أنا وأمثالي غارقون في وهم معرفة تلك العبادة.
إننا قارئون ليس إلا وفرق كبير بين القراءة والمعرفة.
قارئون ونأنس بذكر المناقب ولكننا لسنا بمقتدين.
تبهرنا الأهازيج ونتنافس في إبراز المظاهر الإحتفالية ولكننا نغفل عن الإرتشاف من كأس لذيذ عبادة صاحبة المولد أرواحنا فداها.
نغط في النوم العميق ولا نصلي لله رب العالمين صلاة الخاشعين وقد أسكرتنا هواتفنا النقالة إلى حد الثمالة.
نجتر صلاة الفجر اجترارا وبخوآء ليس له أفق يحده.
كم تدعين أيتها المرأة ادعآء بأن صاحبة المولد قدوتك وتنعسين عن (خمسون آية)
وعن تسبيحتها المتأملة؟!
وكم تصلين صلاة لا روح فيها
تمنعك عن الغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس شمالا ويمينا؟!
تمنعك من استلال الحقد الدفين على جارة صدر منها موقف عفوي ترفعين الدنيا ولا تقعديها؟!
تعتذرين عن خطأ ذريع مع شريك العمر في لحظة انفعال؟!
تستأذنين شريك العمر في الخروج الغير مبرر من البيت؟!
تنفتحين على جارتك وتتقاسمي معها حل المشكلات العالقات بسبب الأطفال؟!
تحاولين كسب رضا شريك العمر قبل حدوث الطاريء الغير مطاق؟!
ها نحن فرحنا وسررنا بذكرى مولد سيدة نسآء العالمين من الأولين والآخرين ولكن هل تمعنا في سيرتها العبادية واتخذناها قدوة تلقي بظلالها الوارفة على مجمل حياتنا؟
وامتثال القدوة يعني تفعيل ما تتحلى به القدوة من مظاهر عبادية سلوكية وإلا أصبحت تلك القدوة مجرد إسم نهواه ونعشقه لإنه يمثل القدس والطهارة فقط وفقط.
🌷 وختامها مسك🌷
لنقرأ سيدتنا فاطمة الزهرآء صلى الله عليها وعلى أبيهاوبعلهاوبنيها والسر المستودع فيها قراءة واقعية لا سطحية فإن السيرة العملية العطرة التي خطها العمر القصير كفيلة بأن تجعل منا عشاقا للعبادة والقرب من الله عز وجل وهديا وسلوكا وما جعلها الله تعالى قدوة اعتباطا وإنما جعلها امتثالا تتحقق بها سعادتنا في الدارين.
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.
وصلى الله وسلم على النبي الخاتم وعلى آله سادات العالم.
سيد جميل المصلي.
سعد المولد المبارك للجدة المعظمة أرواحنا فداها
20 جمادى 2
1438 هج.
19/3/2017 م.