من دروس الرواد في خدمة أبي عبدالله الحسين عليه السلام (5)
في منتصف القرن الماضي كان جدي رحمه الله يرعى مع أحد أصدقائه أحد المآتم في البلدة، وكانت الأوقاف في ذلك الحين لاتزال في يد فقهاء وقضاة البحرين، وكان قاضي البلدة يقوم بنفسه بصرف الأوقاف على ما وقفت عليه ويتابع المآتم المساجد والمباني والنخيل والمزارع واحتياجاتها، في سنة من السنوات استقدم جدي وصديقه خطيبا من إحدى الدول، وبادرا لإخبار (الشيخ) أن إجرة الخطيب ستكون أكبر من المعتاد باعتبار مصاريف السفر والإقامة كما أنه خطيب شهير، قال لهم الشيخ سنرى إن شاء الله .
وبدأ موسم عاشوراء في تلك السنة وكعادته في كلّ عام أخذ الشيخ يزور المآتم في البلدة للمشاركة في مواساة الأهل البيت سلام الله عليهم وملاحظة الخطباء واحتياجات المآتم.
وبعد نهاية الموسم أخذ في دفع مصاريف المآتم وأجرة الخطباء على أصحاب المآتم والقائمين عليها، وعندما وصل الدور على جدي وصاحبه أعطاهم الشيخ مصروف الشاي والقهوة والفحم و (التتن)، ثم قال لهما أما أجرة الخطيب الذي أتيتما به فعليكما ان تدفعا له من جيبكما الخاص، فالخطيب لم ينع الحسين عليه السلام ولم يتكلم في السيرة المباركة لم ويتطرق لواقعة كربلاء، وهذا ما وقف عليه الوقف وما يستحق أن يدفع الوقف من أجله.
كما أنكما عطلتما منبرا ومأتما وقف على ذكر الحسين عليه السلام ومصابه والبكاء عليه، فاستغفرا ربكما وتوبا إليه .فلله درهم كيف كان احتياطهم واحترازهم ألا يصرف درهم من الوقف على مالم يوقف عليه.
رحم الله من يقرأ سورة الفاتحة ويهدي ثوابها لخدام أبي عبدالله الحسين عليه السلام ولزواره .