من دروس الرواد في خدمة الحسين الشهيد (ع) – 3
الوفاء لخدام الحسين (ع) وفاء للحسين
كان الملا عطية الجمري طيّب الله ثراه، يقرأ (عادة) أسبوعية في بلدة البلاد القديم، وبعد فترة توفي صاحب الدار التي يقرأ فيها الملا عطية قدس سره، فذهب الملا عطية كعادته في يوم القراءة ودقّ الباب فخرج أهل المتوفى، وقال لهم: “أنا جاي أقرأ”، فقالوا له: لكن تعلم يا ملا (الحجي مات). فأجابهم: (لا ما مات) جهزوا (التتن) والقهوة، وإذا ما عندكم أنا أجيب معي كل أسبوع، واستمر الملا عطية ملتزمًا بالقراءة أسبوعيًا في مجلس ذلك الرجل طيلة حياته.
أما (ناعي الطف) الشيخ حسن زين الدين قدس سره، فكان يقرأ مجلسًا أسبوعيًا في قرية الديه، واستمر هذا المجلس أكثر من نصف قرن من الزمن، وفي آخر أيامه عليه الرحمة ذهب لصاحب المجلس على استحياء يطلب إعفاءه لتردي حالته الصحية وصعوبة تنقله، فوافق الرجل مضطرًا ومتفهمًا لوضع الشيخ وتعبه، لكنه ظل يدفع للشيخ قيمة مجلس القراءة ما يقارب خمس سنوات، وحين اتصل إليه الشيخ مستغربًا، أجابه الرجل يا شيخ: قرأت عندنا أكثر من خمسين سنة (احسبها تقاعد) ملاطفًا الشيخ.
فما أعظم التواضع والتذلل لخدام أبي عبدالله الشهيد، من غير تكلف ولا طلبًا للجاه والرفعة.
نعم خدمة الحسين تجعل الفرد وجيهًا في مجتمعه، محترمًا في قومه، وهذا خُلق يجب أن يستمر ويبقى في المجتمع.
لكن هناك أناس يترفعون حتى في هذا المجال والمقام ويريدونها خالصة نقية للحسين عليه السلام.
... نسألكم الدعاء ...