من دروس الرواد في خدمة الحسين الشهيد (ع) – 2
في أحد الأعوام كان العلامة الشيخ أحمد بن خلف العصفور طيّب الله ثراه يقرأ موسم عاشوراء في بلدة (المحمّرة) وصادف أنه في ذلك العام كان الخطيب القدير الشيخ عبدالزهراء الكعبي قدس سره يقرأ في البلدة نفسها.
وبعد انتهاء الموسم كانت البلدة تودعهما في أحد المجالس، وأتى أحد أصحاب المآتم وأعطى الشيخ عبدالزهراء الكعبي ظرفًا، وضعه الشيخ في جيبه، ثم انصرفا راجعين، وفي الطريق جاء سائلٌ للشيخ عبدالزهراء الكعبي يسأله أن يعينه على حاله، وأخذ يشرح له ضيق عيشته وأنه بلا عمل وعائلته كبيرة، فأشار له الشيخ بالسكوت، وأخرج الظرف من جيبه ودفعه للسائل.
يقول العلامة العصفور: فسألت الشيخ عبدالزهراء كم أعطوك؟ فقال: لا أعلم، ثم سألته، كم أعطيت السائل؟ قال: لا أعلم!
ثم يعلق الشيخ العصفور: هذه قصة من القصص التي تعلمت منها ماذا يعني أن تكون خادمًا للحسين (ع) وما معنى الإخلاص في محبته.
حاولت أن أجد الرابط المنطقي بين القصة وما استنتجه العلامة العصفور منها، لكنني لم أدركه بعقلي، ولكن وجداني الذي كان يهتزّ وأنا أنصت للقصة كان مدركًا.
رحم الله من أهدى لروحهما الفاتحة، والصلاة على محمد وآل محمد .