كلُّ الخﻻئق قد بكت بتألّم
حزنا على فقد النبي اﻷعظم
وتوشّحت بسوادها كلُّ الدُنا
وغزا المصابُ قلوبَها كاﻷسهم
تبكي على خير البرية كلها
وعلى مَن استعلت به لﻷَسنم
وغدت بدعوته النصوحِ عزيزةً
وبها بنَت مجدا لها لم يُهضم
لكنها نكَبَت بها عن نهجها
ونأت بها عن مبتغاها اﻷقوم
وتنكَّرَت لنبيِها ووصيِه
ولآلِه الطهرِ الهداةِ اﻷنجم
وسعت تَكيدُ لهم وتَغمِطُ حقَهم
وتُذيقُهم مرّا كطعم العلقم
ولقُوا من الطاغين شرَّ عداوة
وبغى عليهم كلُّ وغدٍ آثم
ما بين مغدور به بصﻻته
لله في محرابه لم يُرحم
أو بين مقتول بسم غيلة
عدوا عليه من بغاةٍ ظُلَّم
أو مَن قضى في السجن في أصفاده
يشكو إلى رب السماء اﻷرحم
لكنما الرزءُ الجليلُ نَكالُهم
بحفيده السبطِ الشهيدِ اﻷكرم
قتلوه ظلما ظامئا في كربﻻ
وسبوا محارِمَه بلؤم أغشم
لله مِن قومٍ غوت أفعالُهم
وتلطخت بالجرم والحقد العَمِي
لم يحفظوا لله عهدا ﻻ ولم
يقفوا خطا الهادي الشفيعِ المُلهَم
وتورَّث النسلُ اللعينُ خصالهَم
وغدا يعيش على المجازر والدم
فلقت ألوفُ اﻷبرياء حتوفها
من غير ما ذنب جنت أو مأثم
عذرا إليك نبيَنا وشفيعَنا
مما جنته عصبةٌ لم تُسلِم
فهوت بأمتك العظيمة للورا
صارت به اﻷدنى بقاع السلم
عذرا أبا الزهراء ساءت حالنا
وغدا البﻻءُ يعمُّ كلَّ العالَم
فبحقِك اللهمَّ إنا نرتجي
ليكفَّ عنا كيدَ فعلِ الظالم
ويُعيدَ ضُلَّاﻻ غَلَوا في غيّهم
لحظيرة الدينِ الحنيفِ القيم
في يوم فقدك أيها الهادي الوفي
سنظل ننهلُ من هُداك ونحتمي
وإليكَ نَلهجُ بالصﻻة محبةً
وﻵلك اﻷطهارِ نسلِ الهاشم