يا مَن سألتَ بنبرةِ المُستاء
وغدوتَ في شكٍ وفي استعداء
لِمَ هذه الأفواجُ تقصد كربلا
من دونما كللٍ ولا إعياء
لا شيءَ يُوقف زحفَهم وحثيثَهم
لا حرَّ صيفٍ أو صقيعَ شتاء
حتى المخاطرُ لم تَنل من عزمهم
مهما غﻻ اﻷعداءُ في اﻹيذاء
فأجبته : عشقُ الحسين بهم ثَوَى
وتملَّك اﻷلبابَ في اﻷحناء
بل صار للعشاق أكثرَ حاجةٍ
مِن شربِهم للمَا وشمِّ هواء
هذا الحسينُ البرُّ مصباحُ الهدى
سبِطُ النبي وسيدُ الشهداء
هذا الذي دينَ الهدى قد صانه
وبدمِّه استعلى على الجوزاء
هذا الذي في كربلاء غدروا به
وبآله قومٌ مِنَ السفهاء
هذا الذي الشمرُ اللعينُ يسيفه
حزّ القفا منه بكلِّ عداء
هذا الذي داست على أضلاعه
خيلُ الأعادي في ثَرى البوغاء
وبقى ثﻻثا في العراء مجدَّﻻ
من دونما سترٍ يقي ورداء
هذا الذي اقتاد اللئامُ نساءه
للشام فوق مطيِّهم كَسِبَاء
هذا الذي بكت السماواتُ العﻻ
حزنا لمصرعِه على الرَّمضاء
أعرفتَ يا من قد ذُهلتَ لحزننا
ماذا جرى لﻵل من ضرَّاء
وبأن ما صاب الحسينَ فجيعةٌ
ورزيةٌ من أعظم اﻷرزاء
ﻻ تَذهَلنَّ لحزننا وعزائنا
لمصابهم بتألُّمٍ وبكاء
كلُّ اﻷَنامِ بكت لهم بتفجُّعٍ
حتى الجمادُ غدا بلون دماء
تبكيك عيني يا حفيدَ المصطفى
ولِمَا جرى لك مِن عظيم بﻻء
تبكيك عيني أيها السِبطُ الوفي
ولآلِك اﻷطهارِ والنجباء
ولكم عظيمُ العشقِ مِنَّا مُفعَمًا
بمحبة كبرى وصدقِ وَﻻء