“وأنا باعثٌ إليكم أخي وابنَ عمي وثقتي
مِن أهلِ بيتي ، مسلمَ بنَ عقيل “
من رسالة الإمام الحسين (ع) إلى أهل الكوفة مزكيًا
ابنَ عمِّه “مسلم” رسولاً إليهم .
4 ـ مُسلمُ بنُ عقيل ، سفيرُ الإمامِ الحسين
شعر : ميرزا عمران حبيب
كَم مِن فواجِعَ مرَّةٍ بمحرَّمِ
يَدمَى لها قلبُ المُوالي المُغرَمِ
حَلَّت بآلِ المُصطَفى وسقتهُمُ
مِن مُرِّها كأسًا كمثلِ العَلقَمِ
وَغَلا الجُناةُ عليهِمُ في ظُلمِهِم
ولَقُوا عليهم كلًَ فعلٍ آثمِ
لكنَّمَا الخَطبُ الجليلُ صَنيعُهُم
بالعابدِ البَرِّ المُجاهدِ “مُسلمِ”
فَلَقد أَتاهُم مُوفَدا وَمُبلِّغًا
بِقُدومِ مَولاهُ الحسينِ الأكرَمِ
فَلَقَى لديهم حِينَ أقبلَ صُحبةً
وَلَفَوهُ خِلاً مِن إِمامٍ أَعلمِ
لكنَّمَا أشرارُ آلِ ” أُميَّةٍ”
مَلٍكُوا بمالِهِمُ النُّفوسَ وَبالدَّمِ
فَغَدَا يُعاني “مسلمٌ” مِن غُربةٍ
لا يَلقى مِن أَحدٍ إليهِ يَحتَمي
نَقَضُوا وُعودَهُمُ وخانُوا عَهدَهُم
وَغَدَت سيوفُهمُ عليهِ تَرتمي
فَأَوَى إلى بيتٍ بهِ امرأةٌ وَقَد
ضَاقَت بهِ الدُّنيا كسجنٍ مُظلمِ
فَحَنَت عليهِ وأَسكنتهُ بيتَها
دَرءا لظُلمٍ مِن دَعيٍّ غاشمِ
لكنَّهُ لَم يَهنَ إِلا بُرهةً
فَلَقَد وَشاهُ ابنٌ إليها قَد عَمِي
فأحاطهُ القومُ اللئامُ ببغيِهِم
مِن كلِّ عادٍ في الضَّلالةِ مُجرِمِ
وَبِرغمِ ما أبداهُ مِن بَطشٍ بِهِم
فقد احتوَوهُ بكلِّ مَكرٍ ناقِمِ
وَبَغَوا عليهِ وأوقعُوهُ مُثخَنًا
في حُفرَةٍ غَدرًا ، بِها لَم يَعلمِ
وتَحاوشُوهُ بالسيوفِ تَشَفِيًا
واقتيدَ مأسورا بحالٍ مُؤلِمِ
وَعَلَوا بهِ “دارَ الإمارةِ” عُنوَةً
وَبها قَضَى قَتلاً ومِنها قد رُمِي
وَبظُلمِهِم سَحَبُوهُ في طُرُقاتِهِم
حِقدّا عليهِ مِن بُغَاةٍ ظُلَمِ
وَلَقَد نعاهُ السبطُ حِينَ نَمَا لُهُ
وَبَكَى وَحَنَّ على بنيهِ اليُتَمِ
لَهفِي عليهِ فَقَد قَضَى مُتَصبِّرا
فلهُ الثوابُ مِنَ الإلهِ الأَرحَمِ
17/10/2015