نتَ الحُرُّ كما سَمَّتكَ أمُّك ،
حُرٌّ في الدُّنيا ، وسعيدٌ في الآخرة”
الإمامُ الحسينُ (ع) ناعيًا الحر
5ـ الحُرُّ بنُ يزيدَ الرِّياحي والعودةُ إلى الحقّ
شعر : ميرزا عمران حبيب
طِلابُ المَجدِ مكفولُ النَّجاحِ
لِمَن يَمضي على نهجِ الصَّلاحِ
ويُكسِبُ سالكيهِ جَليلَ قدرٍ
بهِ يَسمَونَ كـ “الحُرِّ الرِّياحي”
فَقَد وَلِيَ الزَّعَامةَ واعتلاها
لأَرجَاسِ “بنِ سفيانِ” القِبَاحِ
وَصَارَ إِليهِمُ في الحربِ عَونّا
يُنافِحُ عنهُمُ في كلِّ ساحِ
وحِينَ إلى العراقِ السِّبطُ أَفضَى
تَلقَّاهُ بِقَعقَعةِ الصِّفَاحِ
وَناجَزَهُ وَمَانَعَهُ لِكيلا
إلى “الكُوفَةِ” يَمضي بالسلاحِ
ورُوعت النِّساءُ وسادَ خَوفٌ
تَغشَّاها فَضَجَّت في الصِّياحِ
وَحقنًا للدِّماءِ نَحَا “الحسينُ”
إلى دربٍ بهاتيكَ النَّواحي
يُسايِرُهُ بها “الحُّرُ” امتثالاً
لِأمرٍ مِن بني الفَحشَا صُرَاحِ
وفيما السِّبطُ بالأصحابِ يَمضي
ويجتازُ المَفاوِزَ والضَّواحي
تَوقَّفَ مُهرُه وأبى حَرَاكًا
وَلازَمَ في المكانِ بِلا رَوَاحِ
فنَحَّاهُ إلى مُهرٍ بديلٍ
فَلَم يُبدِ نُزوعًا للبَراحِ
فَأقبلَ يَسألُ القومَ : انبؤوني
عَنِ اسمِ الأرضِ في هذي البَرَاحِ
فَقَالُوا : كَربلاءُ فقال : أُفٍ
لَكَم مِنَّا سَتُؤوِي مِن أَضَاحِي
وِحَاطتهُم حُشُود ٌ مِن جُيُوشٍ
مَلَت أَعدادُها رَحبَ البِطَاحِ
ولكن لَم يَكُن لِـ “لحُرِّ” فيها
مكانٌ حيثُ آبَ إلى الفلاحِ
وجَاءَ إلى “الحُسينِ” وقد غَشَاهُ
كَسَارٌ قائلاً : هل مِن سَمَاحِ
لقد جَرَّعتُكُم وَيلاً وَهَمًّا
وَرَوَّعتُ النِّسَاءَ بِلا جُناحِ
فهل لي مِنكُمُ عَفوٌ وصَفحٌ
أُداوي ما عَراني مِن جِرَاحِ
فهشَّ لهُ “الحسينُ” وقال : مَرحَى
لَنِعمَ الحُرُّ أنتَ وخيرُ صَاحِ
وآذَنَ لِلقِتالِ وَصَالَ فيهِم
وَلَم يَأبَه لِسيفٍ أو رِمَاحِ
فَلاقَى رَبَّهُ حُرًّا أَبِيًّا
وَنَالَ نَعيمَ جَنَّاتٍ فِسَاحِ
هي الدُّنيا – أُصَيحَابي – ابتِلَاءٌ
يَفُوزُ بِهَا ذَوُو الهِمَمِ الطِّمَاحِ
18/10/2015