“إنَّ لِعمِّيَ العباسِ عندَ اللهِ تبَارَك وتعالَى منزلةً
يَغبِطُهُ عليها جميعُ الشهداءِ يومَ القيامة ” .
مِن كلامِ الإمامِ “السَّجادِ” (ع)في حقِ عمِّه “العباس”
7 ـ أبو الفضلِ العباس ، حاملُ اللواء
شعر : ميرزا عمران حبيب
كَم فيكِ أَبلَى يا طفوفُ رجالُ
لهُمُ بميدانِ الوفاءِ نِزالُ
بَرزُوا إلى الأعداءِ لا يُثنيهُمُ
بغيٌ عليهم مِنهُمُ وَنَكالُ
وَقَفُوا إلى جَنبِ الحسينِ وَنافَحُوا
مِن أجلِ مَرضاةِ الإلهِ وَصَالُوا
يَحدوهُمُ العباسُ خواضُ الوغَى
مُفنِي الخصومِ الفارسُ الرِّئبالُ
بَطلٌ إذا غَشِيَ الوَغَى في عِزمةٍ
لَقِيَ العِدَا مِنهُ لَظىً قتَّالُ
عَافَ السَّلامةَ وانتحَى لِعَضيدِهِ
يَحمِي الحِمَى وإلى اللوا حمَّال
وَلَقد أَحاطَ بهِ الأَسَى وَأمضَّه
أَن يَبكِي مِن ظَمأِ الحَشَا أطفالُ
ويَزيدُ مِن ظُلم الأَعَادي أَنهُم
مَنَعُوا وُرودَ الماءِ وهو حَلالُ
فَأَصَابهُ أَلَمٌ وحُزنٌ وانبَرَى
يَنوي الوُصولَ إليهِ مَهما نَالُوا
وَنَحَا إلى شَطِّ الفُرَاتِ بِهِمةٍ
لكأنَّهُ في بأسِهِ زِلزَالُ
وَسَطا على الأعداءِ قاصمَ جَمعِهِم
حتى دَنا للمَاءِ وهو زُلالُ
فَارادَ أَن يَروِي حَشَاهُ بِشربةٍ
يُطفِي ظَمَاهُ فجوفُهُ شعَّالُ
فتذكَّر السِّبطَ الغريبَ وَعافَها
ودموعُهُ مِن أجلهِ تَنثالُ
وَمَلا بماءِ النَّهرِ مِنهُ قِربةً
وَإلى المُخيَّمِ عزمُهُ الإقفالُ
لَكنَّما القومُ اللئامُ بِهِ بَغَوا
وإلى الوصولِ لِآلهِ قَد حَالُوا
فَمَضَى يُبارِزُهم بِبأسٍ فاتِكٍ
فأصابَهم مِنهُ أذَىً قتَّالُ
فتحاوَشُوهُ بالسِّيُوفِ وقُطِّعَت
مِنهُ اليَدانِ يَمينُهُ وشِمَالُ
وَهَوَى على الرأسِ الكريمِ عَمُودُهُم
فَهَوى صريعًا وَالدِّما مِسيَالُ
فأَتَى إليهِ السِّبطُ مَجزُوعًا وَقَد
غَشِيتهُ أحزانٌ وَزاغَ البالُ
وَكبَا عليهِ مُناديًا في حَسرةٍ
عَيشِي بِموتِك يا أُخَيَّ مُحالُ
أَأُخَيً ظَهرِي الآنَ قَد كَسرُوا وَقَد
شُمُتَ العَدوُ بِنَا وَضَاقَ الحالُ
أَأُخَيً دعني أَحملنَّكَ كَي يَرى
وَيُودِّعنَّك أَهلَكَ الأجلالُ
فَأَبَى الرَّواحَ وَقال دعنِي هَهُنا
لا أستطيعُ بِأَن يراني الآلُ
فهُمُ على وَعدٍ بِأنِّي قادمٌ
بِالمَا وَظنِّي أَنَّهم مَازَالُوا
دعني أَموتُ أُخَيَّ وحدي إِنَّني
قلبي عَليكُم شَفَّهُ الإعلالُ
آهٍ مِنَ الدَّهرِ الخؤونِ وظُلمِهِ
خانَ التُّقاةَ بِهِ وَهُم أَفضالُ
لَهفِي على حامي الظَّعينةِ والحِمَى
فَلَقد وَفَى وَلَهُ الجِنانُ مَآلُ
وَإليكَ يَا نَجلَ البَتُولِ عَزاءَنَا
فالخَطبُ جُلٌّ والبَلاءُ عُضَالُ
20/10/2015