” صَيدُ المُلوكِ أرانبٌ وثَعالِبُ
وَإذا برَزتُ فَصَيديَ الأبطالُ “
( عليُّ الأَكبرُ مُفَاخِراً )

9 ـ عليُّ الأَكبرُ، شَبِيهُ المُصطَفَى (ص)

شعر : ميرزا عمران حبيب

نُفُوسٌ علتها هِمَّة ٌ وتَبصُّرُ
وَكَان لَها نِعمَ المُرَبِّي حَيدرُ

رَبَت في مَيادينِ البُطُولةِ وَارتَوَت
وَصَارَ لَها في مَشهَدُ العزمِ مَحضَرُ

وَكَانَ لَهُم بَأسٌ شديدٌ على العِدَا
وِمِن دَمِهِم سَالَت عَلى الأرضِ أنهُرُ

فكَم مِن صَنَاديدٍ تَداعَوا بِكَربَلا
فَكَان لَهُم حَتفًا “عليُّ الأكبرُ”

بَطَلٌ لَهُ عَزمٌ و بَأسٌ في الوَغَى
سَليلُ رِجَالاتٍ عِظَامٍ تَطهَرُوا

وَرَثَ الصِّفَاتِ الزَّاكِياتِ وَزَانَها
إِبَاءٌ وَإِقدَام ٌ وَحُسنٌ مُبهِرُ

لَهُ شَبهُ المُختَارِ خُلقًا وَخِلقَةً
والآلُ إِن شَاقُوا إِليهِ يَنظُرُوا

لَهفِي عِليهِ وَقَد أَتَى مُتوَسِّلاً
لِلحربِ فالأَنصارُ طُرًّا جُزِّرُوا

فأجَازَهُ سِبطُ النَّبي مُحاذِرًا
خَوفًا عَليهِ مِن عَدُوٍّ يَغدِرُ

فَمَضَى إِلى الأَعدَاءِ قَاصِمَ جَمعِهِم
وَبِآلهِ الغُرِّ الأَشَاوِسِ يَفخَرُ

وَأعمَلَ فيهِم سَيفَهُ بِضَرَاوَةٍ
لكن حَشَاهُ مِثلُ نارٍ تَسعِرُ

فَأتَى أَباهُ طالِبًا مِنهُ شَربةً
يَروَى بِها وَعلى الأَعَادي يَقدِرُ

فَحَنا عَليهِ مُشفِقًا وَمُوَاسِيًا
وَقَال : بُنَي صَبرًا فَرَبُّكَ ناصِرُ

فَلَسَوفَ يُسقِيكَ النَّبيُ بِشربةٍ
لَن تَظمَى مِنهَا يا بُنَيَّ وَتظفُرُ

فَعادَ إِلَى الميدانِ تَحدُوهُ عَزمَةٌ
لكنَّما الأرجاسُ لِلغدرِ أَضمَرُوا

فَهوَى عَليهِ ظَالِمٌ بِحُسامِهِ
في رِأسِهِ فَكَبَا صَريعًا يَعفُرُ

وَتحَاوَشُوهُ بِالسِّيوفِ وَقطَّعُوا
أَوصَالَهُ والدَّمُّ مِنهُ يَقطُرُ

فَأتَى إِليهِ السِّبطُ مَفجُوعًا به
والقلبُ مُهمُومٌ أَسَىً مُتَفطِّرُ

“يا كَوكبًا ما كانَ أَقصَرَ عُمرَه”
لَهفِي عليهِ فهوَ في السِّنِ بَاكرُ

تَبكِي عَليكُم ـ يَا بُدُورُ ـ عُيونُنَا

وقُلوبُنا أَحزَانُها لا تَفتِرُ

22/10/2015

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *