🌑بُكَائِيَةٌ فِي ذِكْرَى اسْتِشْهَادِ أَبِي الْأَحْرَار( ع ) 🌑
شعر : ميرزا عمران الحبيب
الْحُزْنُ مُشْتَعِلٌ وَالْقَلْبُ مُكْتَئِبُ
وَالْخَطْبُ جُمٌّ وَكُلُّ الْخَلْقِ تَنْتَحِبُ
تَبْكِي عَلَيْكَ أَبَا السُّجَادِ فِي جَزَعٍ
وَحَارِقُ الدَمْعِ فِي الآمَاقِ مُلتَهِبُ
تَبْكِي عَلْيْكَ وَقَدْ أَصْبَحْتَ دُونَ حِمًى
فَالصَّحْبُ دُونَكَ كَأْسَ الْبَيْنِ قَدْ شَرِبُوا
وَقَفْتَ تَنْدُبُهُمْ فِي حَسْرَةٍ وَهُمُ
أَجْسَادُهُمْ فِي ثَرَى الْبَوْغَاءِ تَضْطَرِبُ
وَقَدْ غَدَوْتَ وَحِيدًا لَا نَصَيرَ لَهُ
وَالْقَوْمُ حَوْلَكَ سَهْمَ الْغَدْرِ قَدْ نَصَبُوا
قُلُوبُهُمْ بِصَدِيدِ الْبُغْضِ قَدْ رَوِيَتْ
وَلَا يَفِيدُ بِهَا زَجْرٌ وَلَا رَهَبُ
لِلّهِ دَرُّكَ إِذْ أَقْدَمَتَ تَدْرَأُهُمْ
فِي حَوْمَةِ الْحَرْبِ وَالْمَيْدَانُ مُصْطَخِبُ
فَلَمْ تُرِعْكَ حُشُودٌ مِنْهُمُ اجْتَمَعَتْ
وَصُلْتَ فِيهِمْ فَضَجُّوا مِنْكَ وَارْتَعَبُوا
وَصِرْتَ تَحْصُدُهُمْ فِي بَأْسِ حَيْدَرَةٍ
تُفْنِي الْجُمُوعَ وَبِالْبَتَّارِ تَقْتَضِبُ
فَأَضْمَرُوا الْغَدْرَ عَنْ ضِغْنٍ وَمَوْجِدَةٍ
وَذَاكَ لُؤْمٌ عَلَيْهِ القَوْمُ قَدْ دَأَبُوا
فَعَاجَلُوكَ بِسَهْمٍ نَاشِبٍ فَثَوَى
وَسْطَ الْحَشَا فَعَرَاكَ الْوَهْنُ وَالْوَصَبُ
لَهْفِي عَلَيْكَ وَقَدْ أَقْبَلْتَ تَنْزِعُهُ
مِنَ الْقَفَا وَالدِّمَا كَالسَّيْلِ تَنْسَكِبُ
فَنَالَ مِنْكَ الْعَيَا حَتَّى وَقَعْتَ عَلَى
حَرِّ الثَّرَى عَافِرًا بِالدَّمِّ تَخْتَضِبُ
تَشْكُو إِلَى اللهِ مِنْ جَوْرِ الْعِدَا أَلَمًا
وَمَا جَنَوْا بِكِمُ ظُلْمًا وَمَا سَلَبُوا
وَهَا هُوَ الشُّمْرُ فِي لُؤْمٍ عَلَيْكَ جَثَا
بِنَعْلِهِ وَالنَّبِي الْهَادِي إِلَيْكَ أَبُ
وَاحْتَزَّ نَحْرَكَ وَالرَّأْسَ الْكَرِيمَ بَرَى
تُبًّا لَهُ وَعَلَيْهِ اللَّعْنُ وَالْغَضَبُ
وَفَوْقَ رُمْحٍ عَلَا بِالرَّأسِ وَاجَزَعِي
وَنُورُهُ دُونَهُ الْأَنْوَارُ تَحْتَجِبُ
يَا سَيِّدِي لِعَظِيمِ الْخَطْبِ أَعْيُنُنَا
تَبْكِي دَمًا وَالْحَشَا مِنْ رِزْئِكُمْ لَهَبُ
بَذَلْتُمُ فَي سَبِيلِ الدِّينِ مُهْجَتَكُمْ
وَمَا ثَنَى عَزْمَكُمْ وَيْلٌ وَلَا حَرَبُ
تَفْدِيكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ أَنْفُسُنَا
بِالرُّوحِ يَا خَيْرَ مَنْ أَوْفَوْا وَمَنْ وَهَبُوا
بَلَغْتَ فِي مُرْتَقَى الْإِيمَانِ مَنْزِلَةً
لَا تَبْلُغَنَّ مَدَاهَا فِي الْعُلَا الشُّهُبُ
كتبت بتاريخ : 11/10/2016