🌑 أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاس 🌑
( شَجَاعَةٌ وَنُبْل )
شعر : ميرزا عمران الحبيب

بَلَغْتَ عُلُوًّا فِي الشَّهَامَةِ وَالنُّبْلِ
وَنِلْتَ عَظِيمَ الْقَدْرِ وَالشَّأْنِ وَالْفَضْلِ

وَسَمَوْتَ فِي مَرْقَى الشُّجَاعَةِ عَالِيًا
خَلَبْتَ بِهِ كُلَّ الْمَدَارِكِ وَالْعَقْلِ

وَأَوْرَثَكَ الْكَرَارُ فِي الْمَهْدِ بَأْسَهُ
كَمَا أَوْرَثَ اللَّيْثُ الْفَرَاسَةَ للشِّبْلِ

فصَارَتْ لَكَ الْفُرْسَانُ تَرْنُو بِحَيْرَةٍ
وَتَقُولُ ذَا الْكَرَارُ أَمْ ذَا أَبُو الْفَضْلِ

وَقَفْتَ إِلَى جَنْبِ الْحُسَيْنِ بِكَرْبَلَا
لِتَحْمِي حِمَاهُ صَادِقَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ

وَفِي وَهَجِ الْهَيْجَا رَفَعْتَ لِوَاءَهُ
وَكُنْتَ أَبِيًّا شَامِخَ الْأَصْلِ وَالْفَصْلِ

وَقَدْ هَيَّجَ الظُّلَامُ مِنْكَ لَوَاعِجًا
بِمَنْعِهِمِ الْمَاءَ المُبَاحَ عَنِ الْأَهْلِ

وَصَار رَفِيعُ الصَّوْتِ يَأْتِيكَ مُؤْلِمًا
مِنَ امْرَأَةٍ عَطْشَى تُنَادِيكَ أَوْ طِفْلِ
فَارْتَاعَ مَوْجُوعُ الْفُؤَادِ لِحَالِهِمْ
فَرَجَوْتَ أِذْنًا لِلنِّزَالِ بِلَا مَهْلِ

وَفَزَعْتَ لِلْمَيْدَانِ فِي بَأْسِ حَيْدَرٍ
وَنَحَوْتَ صَوْبَ الشَّطِ عَنْهُ العدا تجلي

وَغَرَفْتَ مِنْهُ غَرْفَةً تَرْوِي بِهَا
جَوْفًا غَدَا مِثْلَ السَّعِيرِ الَّذِي يَصْلِي

فَذَكَرْتَ فِي حُزْنٍ أَخَاكَ وَعِفْتَهَا
فَلِلّهِ مَا أَزْكَاكَ يَا طَاهِرِ النَّسْلِ

وَمَلَأْتَ فِي عَجَلٍ من الماء قربة
لِتَرْوِي ظَمَا عَطْشَى قُلُوبُهُمُ تَغْلِي

وَلَكِنَّمَا الْقَوْمُ اللِّئَامُ تَكَالَبُوا
وَعَلْيْكَ ثَارُوا بِالسِّيوفِ وَبِالنُّبْلِ

فَبَرَوْا يَدَيْكَ شِمَالَهَا وَيَمِينَهَا
وَنَالَكَ سَهْمٌ قَرَّ فِي الْعَيْنِ من نذل

لَهْفِي عَلْيْكَ وَقْدْ وَقَعْتَ عَلَى الثَّرَى
تَحَاوَشَكَ الْأَعْدَاءُ بِالرُّمْحِ وَالنَّصْلِ

فَأَتَاكَ مَفْجُوعًا عَضِيدُكَ ذَاهِلًا
يُنَادِي وَيَنْعَي يَا أُخَيَّ وَيَا كِفْلِي

كَسَرَ الْعِدَا ظَهْرِي بُعَيْدَكَ وَاحْتَنَي
وَغَدَوْتَ فِي حَالٍ صَعِيبٍ بِلَا حَوْلِ

فَمَا أَوْحَشَ الدُّنْيَا وَأَصْعَبَ عَيْشَهَا
إِذَا افْتَقَدَ الْمَرْءُ الْعَضِيدَ الَّذِي يُبْلِي

فِلِلّهِ مَا أَسْمَاكَ يَا نَبْعَ الْوَفَا

وَلِلّهِ مَا قَدْ حُزْتَ مِنْ شَرَفٍ يُعْلِي

8/10/2016

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *