⚫ مَرْثِيَّة ⚫
فِي ذِكْرَى صَرِيعِ الْمِحْرَاب(ع)
شعر : ميرزا عمران الحبيب
أَلَا أَيُّهَا الْحُزْنُ الْأَلِيمُ أَلَا اقْدُمِ
وَرَوِّ مَآقِي الْعَيْنِ بِالدَّمْعٍ واسْجُمِ
وَجَلِّلْ بِأَسْتَارِ الْحِدَادِ نُفُوسَنَا
وَحُطْنَا بِسِرْبَالِ كَمَا اللَّيْلِ مُعْتِمِ
عَلَى فَقْدِ مَنْ لِلدِّينِ أَعْلَى عِمَادَهُ
أَبِي حَسَنٍ غَدْرًا بِسَيْفِ ابْنِ مُلْجِمِ
تَجَنَّى عَلْيهِ خَاشِعًا بِصَلَاتِهِ
بِضَرْبَةِ حِقْدٍ مِنْ حُسَامٍ مُسَمَّمِ
فَهَوَى يُنَادِي رَبَّهُ مُتَأَوِّهًا
وَدِمَاؤُهُ تَجْرِي كَسَيْلٍ عَرَمْرَمِ
فَرُوِّعَتِ الدُّنْيَا لِهَوْلِ مُصَابِهِ
وَنَعَتْهُ فِي حُزْنٍ مُمِضٍّ ومُؤْلِمِ
وَبَكَتْ عَلَيْهِ الْكَائِنَاتِ تَحَسُّرًا
وَهَمَتْ عُيُونُ الْكَوْنِ دَمْعًا مِنَ الدَّمِ
وَنَاحَ عَلَيْهِ الدَّينُ وَالْحَقُّ وَالتُّقَى
وَأَذْهَلَ مَحْتُومُ الْقَضَا كُلَّ مُسْلِمِ
فَتُبًّا لِقَوْمٍ نَاصَبُوا آلَ أَحْمَدٍ
عِدَاءً وَإِيذَاءً وَفُحْشَ تَهَجُّمِ
رَمَوْا بِسَهَامِ الْحُقْدِ أَنْبَلَ فَارِسٍ
حَمَى بَيْضَةَ الدِّينِ الَحَنِيفِ الْمُطَهَّم
تَجَرَّدَ لِلْهَدْيِ الْمُبِينِ مُنَافِحًا
وِخطا بِهِ نَحْوَ الْمَقَامِ المُسَنَّمِ
بِهِ خَسِرَ الْإِسْلَامُ عِنْدَ مَمَاتِهِ
مَحَاسِنَ فُضْلَى مِنْ وَفِيٍّ وأكْرَمِ
فَغَاضَتْ مَعَانِي الْبِرِ وَالْجُودِ وَالنَّدَى
وَتَقَوَّضَ الْمَعْرُوفُ وَالْكَرَمُ الْهَمِي
وَغَابَ كَفِيلُ الْمُعْوِزِينَ وَزَادُهُمْ
وَكَافِلُ حَقِّ الْبَائِسِ الْمُتَظَلِّمِ
وَنَعَاهُ مَحْسُورًا بَلِيغُ كَلَامِهِ
وَبَكَاهُ دِيبَاجُ الْحِجَى وَالتَّكَلُّمِ
وَخَوَتْ مَيَادِينُ الْبُطُولَةِ بَعْدَهُ
وَغَابَ صَلِيلُ الْسَّيْفِ وَالرُّمْحُ وَالْكَمِي
فَلِلَّهِ دَرُّ الْفَارِسِ الْقَاصِمِ الْعِدَا
وَمَالِكِ أَسْرَارِ الْبَيَانِ الْمُحَكَّمِ
وَلِلَّهِ آلٌ قَدْ مُنُوا بِفَجِيعَةٍ
بِهَا لَهُمُ الْعِيدُ اسْتَحَالَ لِمَأْتَمِ
وغَدَا بِهَا قَلْبُ الْمُوَالِينَ مُوجَعًا
فَيَا رَبِّ أَخْسِءْ كُلَّ بَاغٍ وَمُؤْثِمِ
كتبت بتاريخ : 25/6/2016