مَرْثِيَةٌ
في ذِكْرَى وَفَاةِ أَبِي الزَّهْرَاء (ص)
شعر : ميرزا عمران حبيب

الَعَيْنُ مَقٓرُوحَةٌ وَالدَّمْعُ مَدْرُورُ
وَالنَّفْسُ مَكْلُومَةٌ وَالْقَلْبُ مَفْطُورُ

حُزْنَا عَلَى فَقْدِ خَيْرِ الْخَلقِ أَجْمَعِهِمْ
طَهَ الشَّفِيعِ الذي سِيمَاؤُهُ نُورُ

بَكَتْ عَلَيْهِ جَمِيعُ الكَائِنَاتِ دَمًا
حَتَّى السَّمَا وَجِنَانُ الْخُلْدِ والْحُورُ

لَهْفِي عَلَيْكَ أَبَا الزَّهْرَاءِ كُنْتَ سَنًا
وَمِنْ ضِيَاءِ هُدَاكَ الْكَوْنُ مَغْمُورُ

رَفَعْتَ بِالحَقِّ وَالإِسْلَامِ رَايَتَنَا
وَظَلَّنَا مِنْكَ إِهْدَاءٌ وَتَنْوِيرُ

وَالْحَقَّ صُنْتَ وَبِالتَّقْوِى حَكَمْتَ لَنَا
وَزَالَ مِنٍ نَهٓجِكَ الإِجْحَافُ وَالجُورُ

وَفِي حِمَاكَ رَبَى آلٌ لَنَا غُرَرٌ
وَقَلْبُهُمْ بِجَلَالِ الوَحْيِ مَعْمُورُ

لِيَعْتَلِي بَعْدَكَ الإِسْلامُ فِي شَمَمٍ
وَافٍ بِشِرْعَتِهِ عَدْلٌ وَمَيٍسُورُ

لَكِنَّمَا زُمْرَةٌ زَاغَتْ بَصِيرَتُهَا
وَشَابَ مَسْلَكَهَا التَّضْلِيلُ وَالزُّورُ

حَادُوا عَنِ الدِّينِ وَاغْتَالُوا مَقَاصِدَهُ
وَالآلُ ضِيمُوا وَحَقُّ اللهِ مَنْكُورُ
وَاسْتَوْرَثَ الحِقْدَ وَالبَغْضَاءَ نَسْلُهُمُ
فَغِيضَ صَفْوُ الهُدَى وَالعَدْلُ مَهْدُورُ

وَرَوَّعُوا الخَلْقَ بِاسْمِ الدِّينِ وَيْلُهُمُ
فَدِينُنَا السَّمْحُ مِنْهُ الْكُلُّ مَذْعُورُ

أَغَايَةُ الدِّينُ يَا أَرْجَاسَ أُمَّتِنَا
ذَبْحُ وَسَبْيُ وَإِرْهَابُ وَتَفْجِيرُ

مَسَخْتُمُ بِمَعَانِي الجَهْلِ مِلَّتَنَا
فَالشَّرْعُ فِي نَهْجِكُمْ كُفْرٌ وَتَكْفِيرُ

لِلهِ مِنْكُمْ وَمِنْ قَوْمٍ فَتَوْا لَكُمُ
بِأَنَّ قَتْلَ عِبَادِ اللهِ مَبْرُورُ

عُذْرا إِلَيْكَ أَبَا الزَّهْرَاءِ مِنْ نَفَرٍ
رَبَوْا عَلَى بُغْضِكُمْ وَالْكُلُّ مَسْعُورُ

فِي يَومِ فَقْدِكُمُ نَبْكِي لَكُمْ أَلَمًا
وَيَعْتَرِينَا الأَسَى وَالقَلْبُ مَكْسُورُ

وَبِاسْمِكُمْ نَدْعُوَنَّ اللهَ بَارِءَنا

بِأَنَّ شَانِئَكُمْ بِالْخِزْيِ مَدْحُورُ

9/12/ 2015

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *