بُكَائِيَّة
فِي أَربَعِينيَّةِ أَبِي الأَحْرَار (ع)
شعر : ميرزا عمران حبيب
يَا دَهْرُ فِي آلِنَا كَمْ أَنٓتَ مُشْجِينَا
وَكَمْ عَلَى رُزْئِهِمْ فَاضَتْ مَآقِينَا
قُلُوبُنَا لَهُمُ تَدْمَى إِذَا ذُكِرُوا
وَرَيِّقُ العَيْشِ مَا عِشْنا مُجَافِينَا
تَمُرُّ مُؤْلِمةً ذِكْرَى فَوَاجِعِهِمٓ
فَيَعْترِينَا لَهَا حُزْنٌ يُبَكِّينَا
لَا تَنٔقَضِي ذِكْرةٌ إِلَّا وَتَعْقُبُهَا
أُخْرَى أَمَرُّ عَلَى قَلْبِ المُحِبينَا
لَكِنَّمَا ذِكْرةُ العِشْرينَ مِنْ صَفَرً
يَشِيبُ مِنْ هَوْلِهَا رَأٔسُ المُوَالِينَا
بِهَا مَصَارِعُ أَمْجَادٍ قَضَوْا ظَمَأً
يَوْمَ الطُّفُوفِ عَلَى أَيْدِي المُضِلِّينَا
بَقَوا ثَلاثًا عَلَى البَوْغَا مُعَفَّرَةً
أَجْسَادُهُمْ مَا لَقَتٔ غُسْلًا وَتَكْفِينِا
تُسْفِي الرِّيَاحُ عَلَيٍهِمْ مِنٍ لَوَاهِبِهَا
سِتْرًا يُوَارِي مِنَ التُّرْبِ الجَثَامِيْنَا
وَيُشْعِلُ النَّفْسَ حُزْنًا نِسْوَةُ ثُكِلَتْ
وَشُرِّدَتْ مِنْ لَدُنْ قَوٓمٍ غَوِييِّنَا
وَزَيْنَبٌ لِيِتَامَى الآلِ جَامِعَةٌ
قَبْلَ الرَّحِيلِ عَنِ الصُّحْبِ الوَفِيِّينَا
تُبًّا لِدَهْرٍ إِلِيهِمْ مَا وَفَى وَصَفَا
أَذَاقَهُمْ عَنْ لَذِيذِ الزَّادِ غِسْلِينَا
أَمِثْلُهُمُ وَنَبِيُّ اللهِ جَدُّهُمْ
يُسْبَوْنَ مِنْ زُمْرَةٍ رُجْسٍ مَلَاعِينَا
بِهِمْ يُدَارُ عَلَى عُجْفٍ وَهُمْ غُرَرٌ
عَاشُوا سُرَاةً وَعِنْدَ اللهِ عَالِينَا
وَبَيْنَهُمْ يَرْسِفُ السَّجَّادُ فِي كَمَدٍ
فِي قَيْدِهِ دُونَ أَنْ يَلْقَى مُوَاسِينَا
لَكِنَّمَا ذَرْوَةُ الأَحْزَانِ مَحْضَرُهُمْ
إِلَى يَزِيدَ الدَّعِيِّ بْنِ الدَّعِيِّينَا
رَأَوْهُ يَنْكُتُ فِي حِقْدٍ وَمَوْجِدَةٍ
أَسْنَانَ سِبْطِ رَسُولِ اللهِ هَادِينَا
فَرَاعَهُمْ وَبَكَوْا وَانْتَابَهُمْ أَلَمُ
وَفَوَّضُوا أَمْرَهُمْ للهِ شَاكِيناَ
نَبْكِي عَلَيْهِمْ أَسىً مِمَّا أَصَابَهُمُ
بِالشَّامِ مِنْ ظُلْمِ أَوْغَادٍ دَنِيِّيناِ
ذُلُّوا وَهِينُوا وَذَاقُوا مِنْهُمُ وَصَبًا
وَمِنْ مَظَالِمِهِمْ لَاقَوا أَفَانِينَا
حَتَى نَحَا بِرُؤُوسِ الآلِ رَكْبُهُمُ
صَوْبَ الطُّفُوفِ إِلَى الْغُرِّ الْأَبِيِّينَا
وَنَاخَ عِنْدَ قُبُورِ الآلِ مَحْمَلُهُمٓ
فَعَايَنُوا جَابِرًا يَبْكِي المَيَامِينَا
فَجَاشَتٓ الأَنٓفُسُ الثَّكْلَى وَهَيَّجَهَا
غُبْنٌ وَحُزْنٌ فَنَادَوْهُ مُعَزِّينَا
يَا جَابِرٌ قَتَلَ الأَرْجَاسُ عُزْوَتًَنَا
وَلَمْ يُرَاعُوا بِهِمْ عَهْدًا وَلَا دِينَا
وَاسْتَضْعَفُونا وَنَالَ الآلَ ظُلْمُهُمُ
وَأَحْرَقُوا خِيَمَ ٓالأَيْتَامِ بَاغِينَا
وَاسْتَرْهَبُونا وَبِالبُلدَانِ طِيفَ بِنَا
بِئْسًا لِقَوٓمٍ عَلَى الأَحْقَادِ رَابِينا
لَهٓفِي عَلَيٓكُمْ خَنَا الدَّهْرُ الَّلئِيمُ بِكُمْ
وَحَاقَكُمْ ـ سَادَتِي ـ ظُلْمٌ الأَذَلِينَا
لَكُمْ عَظِيمُ الْوَلَا مَنَّا أَحَبَتَنا
مَادَامَ فِينَا دَمٌ يَرْوِي شَرَايينَا
وَبِاسْمِكُمْ نَدْعُوَنَّ اللهَ يَحْفَظُنَا
مِنْ كَيْدِ شَانِئِكُمْ يَا رَبِّ آمِينَا
2/12/2015