” عَزَّ ـ واللهِ ـ على عمِّك أن تدعُوهُ فلا يُجيبك
..هذا يومٌ كَثُر واتِرُه ، وقلَّ ناصِرُه ” .
الإمامُ الحسين (ع) ناعيًا ابنَ أَخيهِ القاسم
8ـ القاسمُ بنُ الحسن ، عرِّيسُ الطُّفُوف
شعر : ميرزا عمران حبيب
كَم أَنتَ يا دهرَ الفواجعِ جائر
وعلى الحسينِ السِّبطِ باغٍ قاهِرُ
جرَّعتَهُ في كَربَلا مُرَّ الأَذَى
وعَرَاهُ مِنكَ مَظالِمٌ وتآمُرُ
وَلقَى بنُوهُ الطُّهرُ مِنكَ ظُلامَةً
وَجنَى عليهِم بالعدَاوةِ فاجِرُ
وَفجعتَهُ فِيها بِقتلِ أَحِبةٍ
طُهرٍ لَهُم حُسنٌ بَهِيٌ زاهِرُ
مِنهُم عَرِيسُ الطَّفِ نجلُ المُجتَبى
القاسِمُ البَرُّ الوَفِيُّ الطاهرُ
لَهفِي عليهِ وقد غَشَى أسماعَهُ
صوتُ الحُسينِ مُناديًا : مَن ناصِرُ
فَأتَى إِليهِ ساعيًا مُتوسِّلا:
عَمَّاهُ آذَن لُي فإنِّي حاضِرُ
عَمَّاهُ دَعني للعِدَا أَنجُو لَهُم
لِيصِيبَهُم مِنِّي البلاءُ الكاسِرُ
فَأبَى الحُسينُ وَلَم يَدعهُ خِيفةً
مِن ظُلمِ جانٍ للعَداوةِ ضامِرُ
فَمَضَى الفتى والهمُ يعصُرُ نفسَهُ
والقلبُ مِن فَرطِ الأَسَى يَتفطَّرُ
فتذكَّرَ الصِّنديدُ “حِرزًا” مِن أَبيـ
هِ المُجتبَى عِندَ الشَّدائدِ آصِرُ
فأَتَى الحُسينَ وقد عَلتهُ فَرحةٌ
عَمَّاهُ إنَّ أَبِي لِنصرِكَ آمِرُ
فَأجَازَهُ سِبطُ النَّبي مُتأَلِّمًا
وَأعدَّهُ للحربِ وهو محاذِرُ
فأَتى الفتَى نَحوَ الأَعَادي رَاجِزًا
وبآلِهِ الأَطهارِ قَامَ يفاخِرُ
وَأذَاقَهُم وَيلاً وَجَندَلَ مِنهِمُ
فتحَاوَشُوهُ كأنَّهُم لَكوَاسِرُ
وَعَدَا عليهِ وهو يُصلحُ نَعلَهُ
بِالسيفِ وَغدٌ ظالِمٌ متجبِّرُ
فَهوَى صَرِيعًا دَامِيًا نَفسِي لَهُ
فَلَهُ جَزَاءُ الصَّابرينَ الأَوفَرُ
يا دَهرُ أُفٍ لَكَ هلَّا تَرعَوِي
فَلقَد غَدرتَ بِآلِنا يا غادِرُ
21/10/2015