أبلى بميدان الوفاء رجال
شرفت نفوسهم وفخرا نالوا
وردوا إلى سوح الخطوب بكربﻻ
وتجردوا للظالمين وصالوا
تهفو قلوبهم لنيل شهادة
يعلو بها دين الهدى واﻵل
وسعوا لنصرة ابن بنت نبيهم
يحدوهم اﻹيمان واﻹجﻻل
هم صفوة تاقت إلى شرف الفدا
ء يقودهم بطل الوغى الرئبال
ساقي عطاشى كربﻻ الشهم الذي
باد الخصوم وبأسه زلزال
( بطل تورث من أبيه شجاعة )
فيها تجلى العزم واﻹقدام
نعم العضيد إلى أخيه مؤازرا
حتى هوى ودماؤه مسيال
فمشى إليه السبط مفجوعا وقد
ضاقت به الدنيا وزاغ البال
تبكي القلوب عليك يا حامي الحمى
وعلى رجال كلهم أبطال
وقفوا إلى جنب الحسين وقدموا
أرواحهم لم تثنهم أهوال
شيبا وشبانا حدتهم نخوة
ولهم بساحات الطفوف نزال
آه على من كان شبه المصطفى
خلقا وأخﻻقا وفيه كمال
“اﻷكبر” المقدام والبر الأبي
مفني الخصوم إذا استحر قتال
مازال “يصطاد” العدا حتى هوى
فتحاوشته الطغمة اﻷنذال
وبغوا عليه وقطعته سيوفهم
وتناثرت من جسمه اﻷوصال
تبكيك عيني حسرة وتألما
وعلى بدور زاهرات زالوا
وعلى الفتى العريس نجل “المجتبى”
” القاسم” الصنديد والمفضال
ليث تصدى للبغاة وراعهم
فأصابهم منه لظى قتال
لهفي عليه منافحا حتى قضى
وقضى معاه الصفوة اﻷجﻻل
أنصار سبط المصطفى أكرم بهم
في عزمهم وثباتهم لجبال
أبلوا بﻻء في القتال وأخلصوا
حتى احتواهم ظلم أرذال
نعم الرجال هم ونعم بﻻؤهم
نذروا النفوس إلى الجهاد وآلوا
قد واعدوا ووفوا لﻵل نبيهم
وجهادهم للمخلصين مثال
فجزاهم المولى القدير مثوبة
طابوا وطابت منهم اﻷفعال
يا سادتي لكم بقلب محبكم
عشق سيبقى ما بقت آجال
ينمو ويورق ثم يأتي جنيه
أسمى الوﻻء تصونه اﻷجيال