قم جدد الحزن
تبلى الحياةُ وكلُّ حيٍّ فاني(والذكرُ للإنسان عمر ثاني)
تستحضرُ الأحياءُ من أمواتهاما يُبهجُ الألبابَ من سُلوان
لكننا في أربعين إمامنا يجتاحُنا فيضٌ من الأشجان
نستذكرُ اﻵلَ الهداةَ بكربﻻفنعيش في ألم وفي حسران
للموت ساروا مرخصين حياتَهم من أجل دين الحق واﻹيمان
طرا على أرض الطفوف تساقطواصرعى وقد أبلوا بﻻ الشجعان
ووطت على أجسادهم خيلُ العِداتبا لهذا الجُرمِ من وُغدان
وبقوا ثﻻثا في العراء بﻻ وقاوهُمُ مقامُهُمُ عظيمُ الشان
تسفي الرياحُ عليهمُ بغبارهاسترا يواريهم على الميدان
آه عليهم إذ ثووا بقبورهممن غير ما غسلٍ وﻻ أكفان
تبكي العيونُ عليهمُ بتألُّمٍ وعلى يتامى رُوعت بهوان
حُرقت خيامُهُمُ وشُرد جمعُهموغدت تكابد زينب وتعاني
وسعت تُلملِمُهم وتجمعُ شملَهمعند الرحيلِ وفرقةِ الخِﻻن
ما ألعنَ الظُّﻻمَ إذ مروا بهمليروا أحبتَهم على التربان
لكنما الرزءُ الجليلُ طوافُهمفوق النياقِ العُجفِ في البلدان
وتألمُ “السجادِ” وهو مقيديشكو ظُﻻمتَه إلى الرحمان
وشماتةُ اﻷعداءِ حين دعوهُمُكـ “خوارج” بالكِذب والبُهتان
ودخولُهم لمجالسِ اﻷرجاسِ كييشفوا صدورَ الغلِّ والشنآن
وشهودُهم رأسَ الحسين وقد ثوىفي “الطست” ينكتُه “يزيد” الجاني
حزني عليهم آلَ سِبطِ المصطفىمما لقوه من ضنى اﻹظعان
تبا ﻷنذالٍ أبوا أن يرعوواعن ظلم آلِ الجودِ واﻹحسان
ساموهُمُ في الشام كلَّ مهانةٍ بالضربِ والترويعِ والخذﻻن
حتى انجلوا عنها وجاءوا كربﻻء لرد رووسِ اﻵلِ لﻷبدان
فرأَوا بقبر السِبط يجثو “جابر”يبكي الحسينَ بمدمعٍ هتَّان
يا “جابر” هذي أيامى المصطفىعادت لكم من سَفرة الأحزان
سُبيت وذُلت من لدن شرِّ الورى من دونما حامٍ لها أو حاني
يا “جابر” ما حلَّ من ظلم بهافعلٌ يُشيب الرأسَ في الولدان
ما أفظعَ الخطبَ الجليلَ بآلنامن عصبةِ الباغين من “سفيان”
يا سادتي في أربعين إمامنالكم عظيم الود والعرفان
ولكم نُجدد عهدَنا ووﻻءناما ضاء في الدنيا لنا القمرانِ

... نسألكم الدعاء ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *