تربع عشقك في أضلعي
رأيتك في العالم الأوسع
فخلتك في خاطري صورة
برسم وجودك لم تقلع
خلعت سواك فأنت الذي
حبك في القلب لم يخلع
وجئتك في ألم عاشقا
فجرحي من جرحك المشرع
ويسكن قلبي ثرى كربلا
بجنبك في الحرم الأروع
أرتل معناك في خاطري
و ما غير ذكرك كان معي
اذا نطقت من فمي أحرف
تشير اليك بلا ان أعي
عرفتك في غابر العالمين
على رمش عيني و في المدمع
تناغي بمهدي عند الرضاع
امي باسمك في مسمعي
فاصبحت في القلب نبض
الوجود وكل حياتي من المطلع
معانيك في الكون مزهرة
و ما مثل يومك من مفزع
تلظى فؤادي ليوم الطفوف
فما برحت صورة المصرع
تروّع قلبي بما قد دهاك
من الفادح الأشنع الأفظع
أتظمى وقربك نهر الفرات
و لولاك ما فاض بالمنبع
و أنت وحيد بلا ناصر
وصحبك فوق الثرى هُجّع
الى أن دعاك نداء السماء
فلبيت من نحرك المهمع
أنام و جسمك فوق الرمال
وأسلو عن الألم المفجع
و أعلم ما فيك من ألم
لما صار بالحرم الضيّع
فيهتك بعدك خدر النساء
و رأسك فوق القنا المشرع
تُساق النساء على عُجّفٍ
وعينك ترمق بالأدمع
وأعلم لو لا قضاء الإله
لما هتكوا للخبا الأمنع
و لكنها حسرة بالفؤاد
وكامنها بالاسى اللاذع
فما زال جرحك في أعيني
و مازال يومك لم يشفع
و ما زال جسمك بالعاديات
يُداس على الأثر البلقع
و ما زال رأسك فوق القنا
معلى الى الآن لم يخضع
و ما زال دمُّك فوق البقاع
يُسال من النحر و المبضع
فلا أُعدمت أعيني بالبكا
و لا انفك جفني من الأدمع
و لو جفّ دمعي تسيل دماً
على يومك المؤلم المفجع
صبغتَ بدمك عين الخلود
و بالعرش مثواك لم ينزع
فسر الخلود و فيك الفناء
بمربعك الخالد الممرع
صراط النجاة وكهف الأنام
و باب الهداية للضيّع
تجليت في صفحات الوجود
و صقع ثبوتك في الأرفع
فحارت بمعناك كل لبيب
و رد عن الكشف من يدعي
فجوهر ذاتك في الملكوت
تنزّل في افق المضجع
لأن مقامك في المنتهى
تجئ الملائك للمربع
تلوذ بقبرك يا سيدي
مع الزائرين الى الموقع
تطوف مع الطائفين حماك
وتركع في جملة الركع
فكليَ شوق لقبر الحسين
هناك جنانك في الموضع
... نسألكم الدعاء ...