يا ليّالِ العشرِ ما هذا البكاء
زمزمُ الدمعِ من الكون جرى
وخلقت ِالحزن في قلبِ السماء
فجّر الدمَ على وجّه الثرى .
يا ليالٍ جسّدتْ في الدهر آهات الصور
و رسمت ِ مشهداً فوق الخيال
فاق معناه عباراتي فأوحى القلب ُ
وحياً من جراحِ الطفِ في يوم
ٍ رسول الله يُبصر قلبَه فوق الثرى
و عوادي الخيلِ رضّتْ مهجةَ الزهراء
بعد الحجرِ المشؤوم أدّمى
جبهة الطهر و بيت القدس
و الكعبة و الركن المعظّم
فجرى زمزم لكن ليس ماء بل هو الدم .
كربلاء أخبريني عن فؤاد كان
ذكرَ الله يتلوا ساجد في كل حين
هل بسهمٍ ذي ثلاثٍ شقّه
أم شقَ عرش اللهِ فاهتزتْ له
الأفلاكُ و الأملاكُ في صمتِ الذهول !
فاق إدراك العقول !
مشهد قد أرّق الدهر الحزين
يا ترى في الكون ماذا قد جرى !
هل أتى الميعادُ ؟؟!
ما هذا الظلام ؟؟!
ما هذا الضجيج ؟؟!
ما لشمس الأرض أضحت في كسوف !
و لما هذ السما تُمطر ماء ًأحمرا ؟!
و هوى النجم على وجه الصعيد
و اذا بالنور فوق الرمح يتلوا
من كتاب الله و الذكر المجيد
((أم حسبت أن أصحاب الكهف
و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا ))
و رأسك أعجب و اعجب و أعجب !!
يا آية في قلبها حكاية الدهر
و سر القدر المُمضى على العالم
و يا كتاب الله الملطخ بالدماء فوق الكثبان
يا ماء الحياة العطشان
ويا أيها الموت الخالد في الزمان
و يا أيها العرش المزمّل بالجراح
و يا نوراً تجلى بين طعنات الرماح
ويا أيها المدثرُ قمْ فأنذر
ها هو الصبح تنفس بين واديك ولاح
إنه الفجرُ أتى يطلع من تلك الجراح
كربلاء المجد يا مهوى الفؤاد
كربلا أيّتها الشمسُ و نور الخافقين
كربلاء الحق يا عرش الحسين