تجرعتِ من الخطب الجليل
كؤوس الهم و الحزن الطويل
فيا أم البنين فدتك نفسي
فكم قدمت للسبط القتيل
قصدتُ اليك و الالام تترى
على القلب المجرّح و العليل
اليك قدمتُ و الحاجات عندي
وضاق الوسع بالألم المهول
فقد أقسمتُ يا ام البنين
عليك بصاحب الظعن الكفيل
قضى بالطف دون السبط لمّا
مضى و القلب منه في غليل
أخاطبك بمن أبكى البرايا
و أجرى مدمع العرش الجليل
طريح بالثرى و الجسم منه
تجول عليه عادية الخيول
ورأسه فوق عالي الرمح يزهو
يعانق رفعة المجد الأثيل
و هل أنساكِ حين أتاكِ ناع
بطيبة نادب سبط الرسول
خرجتِ له و في كفيك طفل
ودمع العين كالغيث الهطول
فأين السبط يا ناع أجبني
لقد تعب الفؤاد من العويل
فقال لك قضوا بالطف صرعى
و غُيّبت الكواكب بالنصول
بكيتِ من الفراق و كان صعبا
عليك العيش من دون الشبول
فيا أم البنين اتيت عندي
من الأحزان و الهمّ الثقيل
وما نذر يكون اليك إلا
قضى الله الحوائج للعليل
... نسألكم الدعاء ...