ما الصبر ُإلّا في الحسين ِتمثَّلا
فتعجَّبت ْمنّهُ الملائكُ و الملا
لله ِمِن قلب ٍتصبَّر حامدا ً
يزدادُ بأسا ًحين يشتّدُ البلا
فتراهُ ذا جلد ٍيفيضُ صلابةً
مَن مثله كلُّ الجراحِ تحمَّلا
يسعى بيومِ الطفِ بينَ أحبةٍ
صرعى على رمضاءِ عرصةِ كربلا
يمشي لعريس ٍتخضبَ وجهُهُ
بدمِ الشهادة لاثما ًو مقبّلا
فيراهُ مطروحا ًبأكفانِ الردى
و زفَافُه نحو المنون ِتحولا
و نثارُه بالطف من سهم ِالعدى
و السيفُ عممهُ فصاح َمهللا
نادى أيّا عماه و هو مخضب ٌ
فأتاه ُفي عجل ٍيسيرُ مهرولا
و هوى عليه السبط ُيهتف قاسما ً
مَن ذا رماك َعلى الصعيدِ مجدّلا
و يعزُّ يا ابنْ أخي عليَّ بأنْ أرى
قمرا ً ينامُ على التراب ِمرمَّلا
يا ابن الزكي نصرتَ عمَّك صابراً
لمّا أحاطتهُ الأعادي بالفلا
وأتى به و الدمعُ يهملُهُ أسىً
كالبدر ِلكن بالدماء مزملا
فأحطن رباتُ الخدورِ بقاسمٍ
يُبدِين بالحسراتِ قلباً مثّكلا
و أتتهُ رملى و الفؤاد كجمرة
حيث الزفاف الى العزاء تبدلا
حتى رأته غارقاً بدمائهِ
و الموتُ يخطفُه شهيدا ًجُدّلا
فتصيح ُيا ولدي أتذهب ُراحلا ً
عني و تترُكُني بغربةِ كربلا
أبُنيِّ كنت ُأرى شبابَك مزهرا ً
و أَعدُّ يومَك للزفافِ مجللا
ما خلتُ يوما ٌفوق َكثبانِ الثرى
تَغفُو و تندبك النوادبُ بالفلا
(يا كوكبا ًما كان أقصرَ عمرَه )ُ
حتى توارى ذاهبا ًنحو العلا
لكن ّكلَّ الفخر ِ نصرةَ مَن به
دينُ الإله ِيعود ُدينا ًمُكمَلا
... نسألكم الدعاء ...