يا عينُ جودي بالمدامع ِأنهرا
يا قلب ُذب ْألما ًعلى خير ِالورى
كيف السرور ُ يحيط ُكل َّموحدٍ
و النفس ُلا تقوى بأن ْتتصبَّرا
كم شاهد َالأهوال َطِيلة عُمرهِ
كمصائب ِالسجاد ِعيّنُك لن ترى
لم يشرب ْالماء َالزلالَ بلذة ٍ
إلّا ودمع ُالعين ِحزنا ًقد جرى
كيف التلذذ ُو الفؤاد ُبه أسىً
مِن ْيوم ِعاشوراء فيه ِقد سرى
يوم ٌرأى فيهِ الحسين َمجدلا ً
ظامٍ يجود ُبنفسه ِفوق َالثرى
يبكي عشيرتَه ُو إخوتَه غدو
بالطف ِصرعى و الفؤادُ تسعَّرا
أقمار ُترقدُ في فيافي كربلا
و رؤسُهم فوق َالأسنة ِبالسُرى
حرق ُالخيام ِعلى النساء ِفيّا له
من مشهد ٍللعقل ِكان محيِّرا
و السبي كان أشدّها و فؤادُه
مِن ْأسرِهن َّيكاد ُأن يتفطّرا
وعلى جِمال ٍهُزّل ٍساروا بهم
مِن ْكربلا للشام كيف تصوّرا
ودخولهن َّمقيَّدين لمجلس ٍ
و يَرى يزيدا ًضاحكا ًمستبَّشرا
حتى مضت ْتلك السنين و لم يزل
في قلبه ِحزن ُالمصاب ِتسطَّرا
فيبث ُمِن ْشكواه ُليس بجازع ٍ
لكنَّما فقد ُالأحبة ِأثَّرا
حتى إذا اشتدَّ الزمان ُمرارةً
و ازدادَ أبناء ُالطليق ِتجبُّرا
لم يتركوه ُفجرعوه ُسمَّهم
فمضى الإمام ُلربّه ُمتصَّبرا
وتزلزت ًأرض ُالمدينة ِبالبكا
لمّا توسّدَ بالثرى خيرُ الورى
... نسألكم الدعاء ...