بالهون سيري يا جموع و شيعي
نعشَ الوديعة فاطم بالأدمع
حزنا و نوحي بالبكاء المفجع
رحلت بغصتها البتول الطاهرة
بالنعش سيروا و المدامع ساجمة
يا رافعين به الشفيعة فاطمة
فالعرش أحيى بالرثاء مآتمه
و ترفقوا ان الضلوع مكسرة
و تذكروا بالباب موقفَها وقدْ
عصروا الزكيةَ بعدها تعبَ الجسدْ
فهوت على الاعتاب و القلب اتقدْ
حزنا فاُسقط محسن فوق الثرى
والسوط فوق متونها لما هوت
يا لهف قلبي حسرة ماذا جنت
حتى تُلاقي منهم ما قد رأت
من ظلمهم والكون ضج بما جرى
فغدت تعاني و هي تمضي شاكية
لله من جور الاعادي باكية
حتى قضت و الأفق صاح بناعية
ينعى البتولة بعدها صاح الورى
في الليل شُيّعت الوديعةُ وارتدى
ثوبَ المصاب لفقدها دينُ الهدى
وبكى علي حسرة بعد الردى
فمصيبة الزهراء تُبكي الأدهرا
هذا الزكي مع الحسين تألما
فَجعَا بحزنهما ملائكةَ السما
لما الى الجسد النحيل تقدما
و هما يصبان المدامع أنهرا
أماه قومي و ارجعي للمنزل
أماه عودي واصبري لا ترحلي
يا شمعة في الدار و النورِ الجلي
ببهائك كل الوجود تنورا
أماه ان الكون بعدك مظلمُ
أماه هل حان الفراق المؤلمُ
عشنا بظلك يا حمانا الأعظمُ
هل ترحلين فذا الفؤاد تسعرا
وبدت تنوح على البتولة زينب
و تبث من ألم المصاب و تنحب
فلقد رأت ام الائمة تُضرب
حتى مضت و ضلوعها متكسرة
في الليل تدفن فاطم في لحدها
سرا لكيلا يحضرون و داعها
أهل السقيفة ثم أُخفي قبرها
عنهم و ينبأ بالظليمة ما جرى
ومضى علي و المدامع تهطل
فكانه في نعشها يتأمل
بيدي صنعتك كيف لا تتمهل
كانت بك الزهراء من قبل الثرى
يا نعش هل شاهدت كل المحن
يا نعش هل راعيت أم الحسن
يا نعش هل عاينت لطم الأعين
أرفقت بالجسد العليل كما ترى ؟