السيد محمد جمال الهاشمي
باسم عيد الغدير وقّعتُ لحني فتقبّلْ يا ربِّ نجواي منّي
جاء غيري اليكَ يبكي ولكنْ أنا وحدي اليك جئتُ أُغنَّي
ظمأٌ بي إلى الهوى فاروِ عودي بغَرام منه يعربد فَنّي
يا إلهي عفواً إذا زلَّ فكري وكبا خاطري وأَخطأَ ظنّي
كنْ دليلي إلى المنى فحياتي بالترجّي ضيّعتُها والتمنّي
لا تخلني اذري الدموع من اليأس ابتهالاً يجلُّ عن ذاكَ جفني
أينال الزمانُ منّي وحُبّي لعليٍّ عن الخطوب مِجنّي
هو كهفي اليه تلجأ روحي حين يقوى كهفي وينهدُّ ركني
مظهر اللّه في الوجود فدعني عن سواه باللّه يا صاحِ دعني
مَنْ له سلطةُ الاله أترجو غير نعماه أيُّها المُتمنّي
لا تقلْ لي اشركت مثلي في التو حيد قد جَلَّ عقلُه أن يُثنِّي
بيْد أني ادركتُ في الحبِّ معنىً دَقَّ حتى اختفى على كلِّ ذهن
إنَّ مَنْ ذابَ في الاله فلا يمكـ ن تحديدُه بكيل ووزن
صنو طه ومن غدا صنو طه فمن الظلم أن يقاس بقِرن
والذي قال للاُلوف سلوني جَلَّ شأناً عن كل قدر وشأن
فهو عين الاله يستوعب الاكوان وعياً في كلِّ ظهر وبطن
وولاه الايمان باللّه فاتركْ ما سواه فعنه هيهات يغني
إنَّ مَنْ سامر الضحى كيف يسلو بسنا شمعة تضي بدَجْن
* * *
إيه عيدَ الغدير يا ضحوةَ الدهر بيوم مُنعّم مطمئن
وقَّعَ الحبُّ فيكَ اروع لحن ثار من وقعه جنونُ المِفَنّ
أعليٌّ يقود قافلة التأ ريخ أللّه يا نديميَ زدني
أنا نشوان ليتني متُ نشواناً لالقى ربي بخمري ودنّي
يا غديرَ الاحلام هل نهلةٌ منكَ تروَي عودي ليسكر لحني
إن واديك جُنَّ عبقرُ منه فهو والانس فيه أصبح جني
مدرجٌ جاوز السماء ونايٌ سحر الخلدَ بالنشيد المُرنِّ
سكر الحقُّ من حُميّاه حتّى قال قطني ولم يقل قطّ قطني
قلْ لذاك النديم قد جفّت الكأ س وذاب الهوى ونام المغنّي
زال كالظلِّ عهدُنا أكذا يهدم ريبُ الزمان ما نحن نبني
وبدا موكبُ الغدير سَراباً ضائعاً في فضائه المُرجحنّ
لا تخلني ابكي من اليأس حاشا املي فهو ما نبا قطّ عنّي
أنا خلف الظلام أُبصرُ فجراً يتلالا بكلِّ سحر وحسن
سيعود الغدير للحقِّ عيداً يحتفي فيه كلُّ سهل وحَزْن
فإذا كنتُ حينذاك سأشدو نغمتي أو فُقدتُ يُنشدها ابني
فتقبّل يا ربِّ لحني فإنّي باسم عيد الغدير جئتُ أُغنّي