جَذوَةُ نارٍ أم فؤادُ مُثكَلِ
أم صَرخةٌ في كُلِّ عامٍ تعتلي
وأنفُسٌ تُحرقُ في وِدادِها
إذا بَدىٰ شَهرُ الحُسينِ تَصطَلي
فيها لأهلِ الوِدِّ زفراةٌ وَلي
حشاشَةٌ تغلي كغلْيِ المِرجَلِ
ينفُخُ فيها كُلُّ حينٍ عاذِلٌ
حتَّىٰ إذا أَوْرَتْ حَمَدتُ عُذَّلِ
وسُقتُها نَفثَةَ حُرٍّ كَفَرَتْ
أَعيُنُهُ إلَّا بدَمعٍ مُسبَلِ
والعَيشِ إلَّا مأتماً فَهوَ الحَيا
ةُ وانتِظارِ القائِمِ المُأَمَّلِ
لا أَصلَحَ اللّٰهُ فُؤادي إن سَلىٰ
أو مالَ للمُضَلِلِ المُستَأكِلِ
لا جَمَعَ الجامِعُ بيني والعِدىٰ
إلَّا علىٰ الجُردِ وتَحتَ القَسطَلِ
خَلفَ لِواءِ الحَمدِ عندَ صاحِبِ
الفَتحِ مُعِزِّ الدِّينِ والنُورِ الجَلي
وصاحِبِ الشَّأنِ وَلِيِّ الأمرِ والـ
إمامِ بالحَقِّ الَّذي لمْ يأفُلِ
شِعارُهُ ثَأرُ الحُسينِ في الوَرىٰ
وحُكْمُهُ حُكْمُ الكِتابِ المُنزَلِ
يأتي علىٰ حينٌ مِنَ الدَّهرِ لَظىً
يَنهَضُ في ثأرِ الحُسينِ بنَ عَلي
وَذاكَ ثارُ اللّٰهِ وابنُ ثارِهِ
ونُورُه المَوتورُ وسطَ الجَحفَلِ
سِبطُ النَّبيِّ المُصطَفىٰ، وَكَيفَ سِـ
ـبطِ المُصطَفىٰ يُنحَرُ نَحرَ الإبِلِ
نَجلُ عَلِيٍّ، وَهوَ ما بينَ الخُيُو
لِ حُطِّمَت أَعظُمُهُ والجَندَلِ
وَفَرخُ فاطِمٍ حَبيبُ قَلبِها
أيوطَؤُ ابنُ فاطِمٍ بالأَرجُلِ
فَمِثلُهُ لمْ يُخلَقِ ، ومِثلُهُ
لمْ يولَدِ ، ومِثلُهُ لمْ يُقتَلِ
أفاطِمٌ لو خُلْتِهِ وقد هَوىٰ
ولَحمُهُ بينَ قَناً ومِنصَلِ
وقد ثَوىٰ مُعَفَّراً مُرَمَّلاً
أفديهِ من مُعَفَّرٍ مُرَمَّلِ
وَحَولَهُ خِيرةُ فِتيانِ الوَرىٰ
مَشاعِلٌ قد أحدَقت بالمَشعَلِ
علىٰ الثَّرىٰ أجسادُها، وعُلِّيَتْ
رُؤوسُها فوقَ رُروسِ الذُّبَّلِ
وهل أتاها خَبَرٌ عن الَّتي
صَونُ خِباها كعَرينِ الأَجدَلِ
رمىٰ عليها الدَّهرُ من بلائِهِ
مَصائِباً جَلَّتْ عن التَّحَمُلِ
قد دَخَلَ القَومُ عليها خِدرَها
وهَتَّكوا حُرمَةَ بيتِ المُرسَلِ
وا حَرَّ قَلباهُ لِقَلبِ زَينَبٍ
مُوَزَّعٌ بينَ الخِبا والمَقتَلِ
تَهتِفُ من قَلبٍ أذابَ وَجدُهُ
فُلكَ السَّماواتِ أغِثنا يا عَلي