تَبَّت يدُ الجاحدِ .. إذ هَمَّ بالسَّاجدِ
صِنْوِ رسولِ الله خيرِ الأوصياءِ
اللهَ ماذا جنى .. كيف اجترا وادّنى
منه خبيثُ الأصل نسلُ الأدعياءِ
غِيلَ في مُصَلّاهُ خيرُ العبادِ
نالَ منه بالغدرِ سيفُ المرادي
هَتَكَوا به حرمةَ الدين بَغيًا
فَلَقَت يَدُ الشِّركِ هامَ الرَّشادِ
فُلكُ السّما عُطِّلا .. والعرشُ قد زُلزِلا
والروحُ والأملاكُ ضجُّوا بالبكاءِ
جبريلُ أعلا النِّدا .. اندَكَّ ركنُ الهدى
في ضربةٍ من كَفِّ أشقى الأشقياءِ
إنَّ ما استحلُّوه بالبَغيِ منهُ
فوقَ ما أُبيدَت لهُ قومُ عادِ
بل ولم تَصِلْهُ ثمودُ وفرعَو..
..نُ الذين قِدْمًا “طغوا في البلادِ”
==========
فكيف لم يَفنيهِمُ اللهُ
والمرتضى ثاني براياهُ
ما عاقِرُ الناقةِ في فِعلتِهِ أشقى
ممّن علا بالسيفِ رأسَ العُروةِ الوُثقى
حتى أصابَ الحقَّ لمّا أخطأَ الحقَّ
ماذا جرى يا ليلةَ القدرِ
كيف أُصيبَ الخيرُ بالشّرِّ؟
إن كنتِ حتى مطلعَ الفجرِ سلاما
كيف أصابوا فيكِ بالغدرِ الإماما؟
والصبحُ قد فاقَ على الليل ظلاما
==========
حَمَلوا بحرَ الهدى بدرَ التّمامِ .. وهوَ دامي
واعتلى من داخلِ الدارِ البكاءُ
هَتَفَت أمُّ الخِبا واأبتاهُ .. ما دَهاهُ
والدي تعلو مُحَيَّاهُ الدِّماءُ
إيهِ نفسَ المُصطفى .. مَن أصابَ المُصحَفَ
ومِنَ الحقِّ اشتفى .. يا لِكَربي
إخوَتي للمرتضى قوموا عُجالى .. ما استحالَ
إخوتي إلا على الموتِ الدواءُ
فَدعاها يابنتي خُطَّ الكتابُ .. لا يُرابُ
هذه الضربةُ ما منها شفاءُ
أَنفذَ اللهُ القضاءْ .. وبهِ الأمرُ مضى
والرّضا فيما قضى .. فهوَ حَسبي
================================
ليلة ٢١ رمضان ١٤٤٤
الشاعر حسن علي عباس الحداد