يا نورَ العينَينْ يا مولَى الكونَينْ سَلْ قلبي والعَينْ
إنّي ﻻ أرضَى مولىً لي إلاّك
* * *
إنّي يابنَ المُرتضَى
ماليْ إلاّكُمْ رِضا
مَنْ ذا يَهدِي مُعرِضا
بلْ مَنْ يُحييْ مَنْ قضَى
أنتُم إنْ ضاقَ الفضا
بِيْ أو صُبحٌ أغْمَضا
كُنتم نُوراً مُنتَضَى
عندي يزهُو أبيَضا
قَلبي .. في هواكُمْ مُتيَّمْ عَيني .. لم تَزَلْ تَتَألَّمْ
أشكُو .. ما دهاكُمْ حُسينْ
ماليْ .. ﻻ تَجارَى دُموعي مالي .. ﻻ تَحِنُّ ضُلوعي
حُزني .. إنْ يَطُلْ فهوَ دَيْن
أنتُمْ ياهادِينْ عنكُم جاءَ الدِّينْ لو كنّا فادينْ
ما وفَّى حقاًّ موﻻنا مَوﻻك
* * *
هذا سِبطُ المُصطفَى
يشكُو دَهراً ما صَفا
ظُلماً فيهِمْ أسرَفا
يدعُو جَدّاً أشْرَفا
جَدَّاهُ ازْدادَ الجَفا
جدَّاهُ الوافي عَفا
إنّي ماضٍ أسَفا
دَمعي مِنِّي وَكَفا
أبكيْ .. لِفِراق ِ الأحِبَّةْ إنّي .. راحِلٌ دونَ أوْبَةْ
جَدّي .. لَكَ مِنّي سَلامْ
إنّي .. هاربٌ مِن عَدوِّي لكنْ .. هلْ نَأى عَن دُنُوِّي
يرعَى .. بيتَ ربّي الحَرامْ
مولايَ الطُّغيانْ لمْ يَعرِفْ إيمانْ لم يَرْعَ الرَّحمنْ
لو راعَى دِيناً يوماً ما رَاعاكْ
* * *
أفواجاً جاءَ الحَجِيجْ
يَهْدِيهِمْ نُورٌ بَهِيجْ
نُورٌ تَهْواهُ البُرُوجُ
تَرجُو لَوْ تَهُوي عُرُوجْ
يَدعُوهُمْ نفْحٌ أريجْ
سِبطٌ لكنْ مُذْ أُهِيجْ
بالبيتِ اخْتارَ الخُرُوجْ
حِفظاً والمَسعَى يَمُوجْ
مِمَّا أبْدَوْا مِنْ نَشيجْ
لكِنْ .. صَاحَ فيهِمْ جَميعا إنّي .. سَوفَ ألقَى صَريعا
دَربي .. هُوَ وادي الطُّفُوفْ
نادَى .. مَنْ أرادَ السَّعادةْ فينا .. فَلْيَسِرْ للشَّهادةْ
يَلقَى .. دُونَ رُوحي الحُتُوفْ
هلْ غَيرُ السَّبْعِينْ لَبَّوْكُمْ ساعِينْ أنصاراً رَاعِينْ
كُلٌّ نَفساً ذابَتْ حُبّاً أهْداكْ
* * *
سارَ المَولى مُقْبِلا
يَبْغِي إرْشادَ المَلا
حَتَّى ألفَى كَربلا
تَدنُو مِنه ُ مَنزِلا
تَرجُو أنْ لا يَرحَلا
ألقَى رَحلاً مُثقَلا
فيها يَدعُو مُعوِلا
صَبراً قد حَفَّ البَلا
وَعدٌ .. كَتَبَتْه ُ السَّماءُ فيها .. تَتَجارى دِماءُ
مِنَّا .. فَوقَ وَجهِ الصَّعيدْ
لَهفي .. وَسَتَمضي نِساءُ حَسرَى .. ما عَليها رِداءُ
أسرَى .. لِيَراها يَزيدْ
مولايَ الفُجَّارُ يَقضُونَ الأوْتارْ فيكُمْ للكُفَّارْ
لكِنْ لمْ يُفْلِحْ يوماً مَنْ عاداكْ
* * *
ماذا ظَنُّ الظَالِمينْ
يَحمُونَ الماءَ المَعِينْ
عَنْ طِفْلٍ بادي الأنِينْ
أو أُمٍّ تَبكي البَنينْ
حُزناً لا تُخفِي الحَنينْ
يُؤذُونَ الهادي الأمينْ
فيمَنْ هُمْ نُورٌ مُبينْ
أهلُ البَيتِ الطاهِرِينْ
ماذا .. قدْ جَنَى سِبطُ طهَ أنتُمْ .. تُغْضِبُونَ الإلَها
مَهْلاً .. فَأذَنُوا بالعَذابْ
جِئتُمْ .. لِقتالٍ ألُوفا تَلقَى .. مُفرَداً بَل لَهُوفا
يَبكي .. إخوةً في التُّرابْ
يَبكي خَيرَ النّاسْ يُمناهُ العبّاسْ نالَته ُ الأرجاسْ
فاصْبِرْ سَهمٌ ماضٍ منهُمْ يَلقَاكْ
* * *
شمسٌ خَرَّتْ للثّرَى
بَدرٌ ثَاوٍ بالعَرا
أمْ طَوْد ٌ عَالي الذُّرَى
أهوَى مُنْحَلَّ العُرَى
بلْ هذا خَيرُ الوَرَى
نَدْبٌ زَاكٍ عُنصُرا
أسرَى يُحْيي الأعْصُرا
إذْ ألقَى عُودَ السُّرَى
واستَلقَى رَهْنَ الكَرى
ظام ٍ دام ٍ مَنْحَرا
أهْوَى .. وَهوَ نارٌ حَشَاه ُ لكنْ .. سَيفُه ُ قَد سَقَاهُ
فَيضاً .. مِن دَم ِ الظّالمينْ
أهوَى .. واعتَلَى منه رُوحُ لَيستْ .. تَحتَويهِ الجُروحُ
مَهْما .. قَطَعَت مِنُ وَتينُ
تَبْكيكَ الزّهراءْ مَيْتاً بالغَبراءْ تَكسُوكَ الأضْوَاءُ
لكنْ تَبقَى حَيّاً تَبقَى ذِكرَاكْ
* * *